يرى الكثير من الشباب أن معاناتهم، وكذلك المشكلات الأخرى مثل الفقر والبطالة وعدم الحصول على بعثات دراسية، أو فرص عمل مناسبة هي مشكلات مقتصرة على البحرين فقط، والسبب فيها سياسات الحكومة والتمييز والطائفية والتجنيس والدستور والبرلمان. .. إلخ.

ولكن الاطلاع على تقرير الأمم المتحدة الذي تنشره "الوسط" على عدة حلقات يشير إلى خلاف ذلك؛ فجميع المشكلات والتحديات التي يواجهها الشباب البحريني هي مشكلات عالمية، وبطبيعة الحال مادامت هذه المشكلات عالمية فإنها مشكلات تشهدها جميع بلدان العالم، وخصوصا البلدان النامية، وإذا تأثرت هذه البلدان بمثل هذه المشكلات فإنه بالضرورة أن يتأثر شباب الوطن.

ومسألة تغيير هذا الواقع نحو الأفضل لا تقع فقط على الحكومة، وإنما بإمكان الشباب أن يساهموا في تغيير أوضاعهم بأنفسهم. فإذا كان الواقع الشبابي مازال ضعيفا وبحاجة إلى تطوير فإنه من مسئولية الدولة والشباب معا. ويمكن الإشارة إلى مثال واحد، هو أن عزوف الكثير من الشباب على الانخراط في العمل الشبابي داخل التنظيمات الشبابية أفقدهم الكثير والكثير مما كانوا سيحظون به لو انخرطوا في هذا المجال، واستطاعت التنظيمات الشبابية أن تكون قوة سياسية واجتماعية لا يستهان بها، وعندها فإنه بإمكان التنظيمات أن تشكل قوة ضغط في المجتمع تدافع عن حقوق الشباب، وتطالب بمزيد من المكتسبات لهم. وهنا طبعا يمكن للشباب أن يغير من واقعه بدلا من أن يظل عاجزا وجالسا في مكانه