في ضوء تداعيات رفض جمعية التجمع القومي الديمقراطي، لجوء التحالف الرباعي إلى نقل القضية الدستورية إلى الخارج، تطرح أسئلة جدية عن مستقبل التماسك بين جمعيات التحالف، وخصوصا في ضوء قناعة معظم أطرافه بالحاجة الملحة إلى التحرك الخارجي.

وجهة نظر الأطراف المقتنعة بهذا الخيار، تتلخص في أن التحالف لم يحصل على دعم كاف من وسائل الإعلام، ويستشهد الكثير منهم بما قدمته وسائل الإعلام اللبنانية من تركيز قوي ومتابعة أفادا المعارضة اللبنانية، وخصوصا في ضوء الانفتاح الإعلامي الذي تعيشه الساحة الإعلامية هناك، إذ يوجد معظم إن لم نقل كل مراسلي وكالات الأنباء والمحطات الفضائية العربية والعالمية، بعكس البحرين التي لا تتمتع بهذا القدر من الانفتاح لهذه الوسائل الإعلامية، إضافة إلى تخوف الكثير من المراسلين في البحرين من غضب السلطات، وبالتالي يرى هؤلاء حاجة المعارضة البحرينية، إلى اللجوء إلى فضاءات أكثر سعة، ويؤكد بعضهم "أن الصحافة المحلية في البحرين، لم تستطع مواكبة استحقاقات المرحلة، والمتابعة المهنية الخالصة لخطوات المعارضة". ما يزيد الحاجة للخروج إلى دائرة ضوء الإعلام العالمي، والهروب من دائرة تتمكن الدولة من السيطرة عليها.

ويرى مؤيدون آخرون لهذا الخيار، أن التغييرات التي مرت بها المنطقة بعد احتلال العراق، تحتم على المعارضة الدخول في لعبة المشروعات التغييرية التي تقوم الدول الكبرى بتطبيقها الآن، وألا تقف المعارضة متفرجة، ويستدلون على رأيهم بما أحرزته المعارضة العراقية من نجاح - بحسب وجهة نظرهم - وأيضا استغلال المعارضة اللبنانية بكل حرفنة للأجواء الدولية الضاغطة على سورية، ما قد يجعل رحيل السوريين من لبنان مسألة وقت فقط. ربما أفضل المطروح حاليا هو أن تستمع الدولة إلى الخيار الذي طرحه الشيخ عيسى قاسم، بأن تقدم الدولة على فتح باب الحوار الجاد بشأن القضية الدستورية، والقانون الانتخابي، والتمييز، مع المعارضة، حفاظا على البلد من أية إرهاصات غير متوقعة