العدد 899 - الأحد 20 فبراير 2005م الموافق 11 محرم 1426هـ

ذكرى الحسين وحلول "أبو كلبشا" الخاطئة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ما وصلنا إليه من أوضاع سيئة متردية من تناحر طائفي - خرجت بعض فصول مشهده - في بعض مناطق لبحرين، وذلك جراء التصرفات الشائنة التي مارسها البعض من خلف جدر وفي الغرف المغلقة، وتسربت لعقول "أحداث السنان" كما يقول النبي "ص"، وطفت على السطح في عدة مواقع، في عراد كما في قلب المحرق.

أهل المحرق مضرب الأمثال في التلاقي والتواد والتراحم من الطائفتين "السنة والشيعة"، يحاول البعض "رسميين وغير رسميين" الزج بنا في اتون المحرقة الطائفية، لحسابات بسط السلطة والنفوذ الرسمي، أو الشعبي من قبل الجمعيات الدينية.

من المستفيد من استخدام أمراء الطوائف ومشايخ المنابر لعبارات ومصطلحات: "المؤمنين" وكأن الآخرين كافرين؟ و"الموحدين" وكأن الآخرين مشركين؟ من المستفيد من استخدام عبارات استفزازية لطائفة أخرى وفي طرقاتها وقريبا من مساكن أهل هذه الطائفة؟ وهي محاولات خطيرة وإشعال لفتيل الطائفية بين عموم الطائفتين. وهذا التوسع المكاني واستخدام عبارات تشير إلى طائفة أخرى "أو هكذا يفهمها البعض" تعتبر مصدر استياء للشيعة قبل السنة.

من جانب آخر، من المسئول عن المعالجات الخاطئة التي يحاول البعض أن يتغضنفر "توالد هؤلاء في الفترة الأخيرة بشكل لافت في المحرق، وتتحالف معهم "البشمرغة" التي تروج مقولاتهم وأمانيهم بين الناس". فإنه قد تخطئ فئة من طائفة هنا، أو فئة من طائفة هناك، ولكن هل من الحكمة معالجة الأوضاع الخاطئة "بكلبشات" وقيود حديد تصفد الأيدي والأرجل بها؟! واستخدام عصا لجلدهم على قليل من انفعالات العاطفة في تلك المناسبة أو غيرها؟!

الناس لا تريد من يجرح مشاعرها وعاطفتها الجياشة تجاه رموزها الدينية... وإن المعالجات المطلوبة تأتي من خلال الجلوس على مائدة الحوار وبالنقاش الهادئ العقلاني، وتفعيل دور لجنة المواكب الحسينية، وليس "ترزز" المسئولين أمام عدسات التصوير كأنهم عارضات أزياء... وإظهار شيء للناس وإبطان شيء آخر! وذلك من ازدواج الشخصية واهتزازها، وعدم ثقة المرء فيما يؤمن به من قناعات وتصرفات.

كانت تطوف علينا المواكب الحسينية ولا ضير في ذلك أبدا، وإن اختلفنا في بعض الممارسات هنا أو هناك، فإن الدستور والقانون وأعراف البلد هي الفيصل بيننا، ونصت المادة "22" من دستور مملكة البحرين على: "حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد"، فإذا هذا هو نص الدستور، ألا ينبغي أن يحترم؟ هذا من جانب الطائفة السنية، ومن جانب آخر ألا تعتبر عبارة "العادات المرعية في البلد" تقييدا لما هو متعارف عليه في البلاد وليس الخروج عن ذلك، وهذا من جانب الطائفة الشيعية.

مناسبة استشهاد الحسين "ع" ليست مناسبة بسط السيطرة والنفوذ وفرد العضلات، من قبل أبناء الطائفتين كما هو عمل المراهقين، بل هي مناسبة لإظهار ما يكتنف القلب من كمد وحزن على مصاب آل بيت النبوة.

ولنحاول أن تكون ذكرى عاشوراء تطبيقا عمليا لأسمى المعاني والمبادئ السامية "وليس مجرد تنظير على اللافتات والأعلام أو عبارات إنشائية في مؤتمرات التقريب لا تسمن ولا تغني من جوع" بل نريد هذه المناسبة امتدادا حقيقيا لما كان بين المؤمنين من تواد وتراحم، يترجم على أرض الواقع المعاش بين أبناء الطائفتين، ولنجعل من الالتزام بالدستور والميثاق أساسا للتعايش الطوائفي والسلم الأهلي المنشود في مملكة دستورية قوامها المؤسسات والالتزام بالقانون

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 899 - الأحد 20 فبراير 2005م الموافق 11 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً