المرأة التي تلطم رأسها كمدا على صدام لا تبكي على صدام لصدام. .. ولكن من أجل أن تنال ولو حظوة من الأضواء، فمنذ سنين وهي تكتب ولا يقرأ لها أحد... ويوم خرجت على إحدى الفضائيات نكسنا رؤوسنا كبحرينيين... ضعف في الأداء والخطاب ولو سمعها سيبويه لقتل نفسه حزنا على العربية فالمنصوب مرفوع والمرفوع منصوب ويكفي ان تسمع معلومة الحامض النووي التي طرحتها فأضحكت الجميع.
قلنا لها يا امرأة... صدام رحل... هوني على نفسك "النفط مقابل الغذاء" رحل... العراق تغير... الانتخابات فاز فيها العراق والسيدالسيستاني أنجح العملية وأصبحت الحكومة قادمة وأمرا واقعا و"إلي مو عاجبه يشرب من البحر".
هذه الدموع لن تغير شيئا، نحن نقدر حجم الصدمة التي تعيشها ومن يدعمها والراضون أيضا بسبها للسيدالسيستاني، لكن كل ذلك لن يغير من وضع العراق شيئا وهذه الهستيريا في سب وشتم السيستاني وعلى منابر صحافية في البحرين لا تخدم أحدا ونحن نوصل صوتنا للحكومة البحرينية ان التعدي على السيدالسيستاني وتوصيفه بـ "الجنرال الأميركي" لا يرضي الله ولا رسوله فالمرجعية لها حرمة عند قطاع كبير من المسلمين وعلى المجتمع أن يخرج من إطار التنديد إلى إطار أكثر عمليا وذلك عبر أطر سللمية من قبيل المحكمة، لأن شتم السيستاني قبل أيام كان مجرد اختبار وكان يراد به استفزاز مشاعر البحرينيين.
ان سب أي مرجعية دينية من مراجع المسلمين ومن أي طائفة لاشك يؤسس إلى ثقافة الانقسام وهي بداية لخلق بوادر الفتنة التي يراد زرعها في العراق ومن ثم توريط المسلمين في بقية الدول وهي تأتي مدروسة من قبل بعض الصداميين والصداميات، فليس هناك شيء يخسرونه بعد سقوط الطاغية. الآن هم يتحالفون مع التكفيريين لزرع بذور الفتنة. لهذا ينبغي للحكومات أن تحذر من أساليبهم هذه. الناس ينتظرون موقفا واضحا من الحكومة ومن البرلمان ومن الشورى لإبداء موقفهم من سب السيدالسيستاني وشتمه علنا ووصفه بالجنرال الأميركي فالباب يجب ان يسد من البداية، علماء البحرين اجتمعوا قبل أيام وصدر بيان في هذا الأمر وهو بداية الغيث.
جزء من الهجوم على السيستاني يراد به لفت الأنظار والإثارة وسحب القراء إلى قراءة هذه المقالات بعد ان أصبحت صفراء. إذا ما الخيار؟ الخيار، الدولة يوجد فيها قانون ووزارة عدل ونيابة... وهناك آليات عدة سلمية، منها: ان تتحرك الكتلة الإسلامية في البرلمان وبقية الكتل الوطنية والإسلامية لاتخاذ موقف مناسب وكذلك توصيل هذه المقالات إلى النجف وإلى السيدالسيستاني.
البحرين ضربت الرقم القياسي في التلاحم الشعبي وفي احترام الخصوصيات والمرجعيات الدينية فيجب ألا يزج بهذه الورقة في الشأن البحريني وينبغي للجميع ان يندد بذلك وان الاستفزاز المتواصل بسب المرجعية لن يخدم هذا النسيج الوطني وهذه بداية محاولات ترمي إلى تأسيس ثقافة انقسام يبذرها بعض هؤلاء الصداميين، وعلى العقلاء من التيار القومي ان يتخذوا - كما عودونا - موقفا وطنيا شجاعا يعلن براءته من هذه الكتابات ذلك حتى لا يحسب على التيار موقف ناشز هنا أو هناك.
الديمقراطية مطلوبة ولكل إنسان حق النقد ولكن هناك فرقا بين نقد الأداء والتخوين والسب وان سب السيدالسيستاني وتوصيفه بالجنرال الأميركي توصيف خطير وسابقة لا تخدم أحدا ولا يستفيد منها إلا الصداميون. بدوري اتصلت بمكتب سمو رئيس الوزراء وأوصلت إليهم هاتفيا مدى الاحتقان المتصاعد في الشارع حتى انعكس على مستوى البيانات والخطب.
لا أحد يصادر حرية أي كاتب في كتابة توجهاته وله الحق في ذلك مادام وفق أطر اللعبة الديمقراطية أما ان يصل إلى تخوين المرجعيات وسبها على الملأ فهذا أمر مرفوض وهو خارج عن أدب الحوار. ذلك شيء لن يضعف السيستاني...
ومن كان فوق محل الشمس موضعه
فلن يرفعه شيء ولا يضع
ولكن لأن المسألة يراد بها تحدي مشاعر المسلمين وخلق الفتنة فإن ذلك لا يمكن السكوت عليه. ان الواجب الديني يفرض علينا ان ندافع عن مراجعنا العظام
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 898 - السبت 19 فبراير 2005م الموافق 10 محرم 1426هـ