كشف المحلل العسكري وضابط المخابرات الأميركي السابق ويليام أركين النقاب عن مذكراته التي جمعها ابان عمله في وزارة الدفاع ومن ضمنها الخطط الاستراتيجية التي كانت توضع حيز التنفيذ على أرض الواقع وذلك في كتاب حمل اسم "أسماء مشفرة".
وأثار الكتاب بلبلة ومخاوف على مستوى الأمن القومي الأميركي، ما قد يوقعه في مصائب ومخاطر الشعب الأميركي في غنى عنها، لكشفه أسرارا يعتبر من الصعب الإفصاح عنها، وتمثل أكبر تحد للسياسات السرية الرسمية منذ العام 1979 بحسب الخبراء.
وكان أركين أول من كشف سر شفرة "بولو ستيب" التي هي عبارة عن قسم كان يستخدم في حكومة الرئيس الحالي جورج بوش كما استخدمت أيضا في حكومة الرئيس السابق بيل كلينتون من أجل التخطيط السري في الحرب الأولية ضد زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، لكن رئيس القيادة المركزية المسئولة عن المنطقة العربية وجوارها السابق تومي فرانكس استعاد الشفرة كغطاء للحرب على العراق.
وتستمر البلبلة الأخرى في خبر عاجل ذكرته قناة "العالم" الإيرانية نقلا عن شهود عيان أن طائرة مجهولة أسقطت صاروخا قرب مدينة الديلم الواقعة في إقليم بوشهر الذي يضم منشآت نووية في حين تسعى طهران بالاتفاق مع روسيا إلى تصدير وقود نووي، الأمر الذي جعل البعض يزعم صلة البرنامج بتصنع أسلحة نووية.
غير أن الخبر كان له وقع خاص وتأثير في الأوساط الدولية والمالية فسارعت كل جهة تنفي علاقتها بالانفجار أو مزاعم وقوع هجوم أميركي إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني، وما هي إلا بضع دقائق لينكشف المستور وتتضارب الأنباء عن الانفجار وعدم وقوعه من الأصل.
بين البلبلة الأولى والثانية فوارق شاسعة بين التفخيم والتهويل، إذ يخضع كل من البلدين لمعايير مختلفة بعضها مرتبط بالسيادة وآخر يهدف لغاية التشويش على الرأي العام لكبح مصالح ليس من الأجدى التصريح بها إلا في وقتها، وعندما تحين الساعة، وذلك حسبما تقتضيه مبتغيات المصالح الدبلوماسية... لكن كلاهما في النهاية مرتبط بما يسمى منظور "الأمن القومي" الذي مازلنا نذوق مرارته حتى الآن على المستوى الدولي تحت مسمى "مكافحة الإرهاب" منذ 11 سبتمبر/ أيلول .200
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ