العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ

قراءة جديدة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أدى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري إلى نقل وجه آخر عن لبنان وشعبه. .. هذا الوجه الذي عبر عن وحدة أساريره متمثلا في مشهد حقيقي للوحدة الوطنية بين شتى طوائف لبنان المختلفة.

حادث الاغتيال جمع ووحد اللبنانيين يدا بيد... فبكى المسلم والمسيحي وغيرهما على الحريري الذي تحول ضريحه مع أضرحة مرافقيه في وسط بيروت إلى مزار يقصده جميع اللبنانيين حاملين معهم باقات الورد والشموع لإضاءتها وتلاوة الصلوات وقراءة الفاتحة.

فلا يمكن لأي مراقب أن يغفل هذا المشهد الجميل لبلد مزقته حرب أهلية مفجعة لسنوات طويلة حتى جاء الحريري ليعمر ما خربته هذه الحرب في فترة قصيرة ويخلق صورة جديدة لشكله... بل وساعد الحريري على تجاوز محنته ودفعه نحو عجلة التطور والتجدد لتعود الروح إليه وينبض قلبه من جديد في أمن واستقرار.

لقد جسد حادث الاغتيال المروع ترابط الأسرة اللبنانية المرتكز على الثوابت الوطنية القائمة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته، لكن هل ينقل حادث اغتيال الحريري المنطقة نقلة جديدة مع بعض الدول العربية وعلى رأسها سورية في حال فرضت عليها تدابير عقابية أميركية يرجح حدوثها في أي وقت؟

بعد اغتيال الحريري وحتى من دون توجيه التهمة إلى هذه الجهة أو تلك، بدأت المؤشرات تدفع بالقول إلى أن التغيير قادم لكل من لبنان وسورية... وقد تكون هناك حسابات متفق عليها من طرفين هما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

فبحسب كلام وتقديرات الدبلوماسيين الغربيين فإن واشنطن اليوم ومن خلال مشروعها الاستراتيجي الكبير ستسعى إلى "تقزيم" سورية سواء كانت هي التي نفذت أو نفت عن نفسها عملية الاغتيال للحريري لأن استشهاد الحريري قد أدى لتوحيد الجهود بين أوروبا وأميركا في تحالف نادر في هذه المنطقة، بل أصبح مبررا لكلا الطرفين للدخول إلى المنطقة من موقع المسئول عن "أمن" و"حرية" شعوبها.

في كل الأحوال سيأتي التغيير بصور وأشكال مختلفة في المنطقة سواء كان على صيغة "إصلاح" أو "ضربة عسكرية"؛ لأن ذلك يأتي ضمن منهجية واستراتيجية خاصة بواشنطن ولن تستطيع الأنظمة مقاومتها بسهولة.

وعلى رغم كل ذلك فإن المشهد اللبناني اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس، فبدلا من الفرقة في شئونه الداخلية فإن الوحدة أصبحت مفتاحا جديدا ومسلكا آخر أوجده أيضا استشهاد الحريري الذي فتح آفاقا جديدة في العمل الوطني، لكن بخيارات تحكمها أجندة جديدة في المنطقة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً