ملت إلى هذا الشفق المحتضن نحرك كأنه غلالة من ضوء. .. ملت إلى أباريق الفضة... ملت إلى المعلقة قلوبهم على هوادج من وصل لا يجيء... ملت إلى قيامة أنت بشارتها... يا جنة عرضها القلب في تبتل أساه وهواجسه... يا سنبلة أباهل بها عجاف سنوات أحالتني على نبش الصدقات ومداخل الجوامع المقفرة... من لي بعدك والسفر جارح؟
صغارا نبدو أمام عظمتك التي أحاطت الدنيا بأسوار من المهابة لن يمسسها سوء وإن تكالبت عليها كلاب الظلمة وعسس الطغاة... صغارا نبدو أمام هذا السخاء الذي امتد ليعم كثيرين... صغارا أمام احتسابك الذي امتد ليعيد البشر النظر في احتسابهم الذي ظل مغلوطا ردحا من الزمن. أيما رجل يقف أمام هول هذا اليوم فلا يستل منه عظة لغده هو محض التافه من الأشياء... والبليد والضيق من الأوعية... أيما أمة تتنكر ليوم كيومك، هي في طريقها الى خلود في النسيان... أيما مغبون لا يقف على الدرس الذي علمته بني البشر هو محض ضعف وعينة من سقوط، أيما امرأة لا تكون لها عقيلة الأحرار الشاهدة الحاضرة البليغة، هي محض رقم سرعان ما تطاله الممحاة، أيما قلوب اجتمعت للنصرة لا تنهل من نبع إبائك، هي محض جوقة في طريقها لتدشين ضلال آخر تحت أكثر من مسمى، أيما حر لا يولي وجهه شطر دمك وأشلائك، هو محض أضغاث أحلام، سيصحو منها وهو نموذج من أغلال، أيما كرامة لا يكون ماؤها من بعض دمك هي محض كرب ووباء.
من يغرف حزن "الطف" سواي
ويطلق عصفور الآلام من الأحلام؟
يراود رؤياه المصلوبة قدام العرش الأموي
ويكتب نص فجيعته الملقاة
على البوغاء ثلاثا
يقرأ: "إنا أعطيناك الكوثر"
يا مولاي "فصل لربك وانحر"
والنحر... النهر... تسجى مهرا
أثقله الترحال... تهيأ
حمحم... أجهش بالأيام
تذكر طفلا سيق إلى "الماء الدموي"
يا وهم "الري" تباهى:
إني أول رام عين النور
ما بين "الري" وبين النحر
ولوج الجمر وقيد السور
والريح تراوغ أحلامي في الليل
أعدد قتلى الأمس... اليوم
شعوب تصحو حين ينام الناس
من يكسر هذي المرآة المصلوبة في روحي؟
في عين "الطف" تناهت كل جروحي
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ