العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ

الأسنان والتسنين في الخيل

الأسنان في الفم مدخل الجهاز الهضمي وتكمن أهميتها في طحن الغذاء جيدا ودفعه إلى المريء ثم المعدة. تتآكل أسنان الخيل لذلك تحتاج الرعاية الدورية، وخصوصا الأسنان الحادة والأغطية والأسنان الاضافية "الفضوليات".

أنواع الأسنان في الخيل الأسنان اللبنية

وتظهر بعد الولادة وتستمر حتى تكتمل بعمر تسعة أشهر. وتبدأ الأسنان اللبنية بالسقوط ابتداء من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات ونصف السنة، إذ تستبدل بالأسنان المستديمة.

عدد الأسنان اللبنية أربعة وعشرون سنا، اثنا عشر قاطعا واثنا عشر ضرسا موزعة على الفكين. أما عن أوصافها فهي صغيرة الحجم بيضاء اللون مائلة إلى الزرقة ناعمة الملمس وغير واضحة العنق ثباتها ضعيف في الفم وتوجد مسافات واضحة بين الأسنان المتجاورة وعلى شكل مثلثي. أما مواعيد ظهورها فتبدأ بظهور الثنايا بعد الولادة حتى عمر أسبوعين ثم يبدأ الرباعيان بالظهور من الأسبوع الثاني حتى عمر شهر واحد، ثم القارحان تبدأ من عمر سبعة أشهر حتى الشهر التاسع.

ويتم تطابق الفكين تمام الانطباق بعمر سنة، إذ تنمو أسنان الفكين بالفترات نفسها. أما العلامة المميزة لهذا العمر فهي ظهور الشكل المحاري على القارحين.

أما الأسنان المستديمة فهي بديل للأسنان اللبنية والتي عند ظهورها تبقى حتى نهاية العمر. أما أوصافها فهي أكبر حجما من الأسنان اللبنية ولونها أبيض مائل للصفرة وملمسها أخشن من اللبنية وثابتة بشكل جيد في الفم ولا توجد مسافات بين الأسنان المتجاورة. أما عن استبدال الأسنان اللبنية بالمستديمة فتتبدل الثنائيان إلى مستديمة من عمر سنتين ونصف السنة حتى عمر ثلاث سنوات، والرباعيان من عمر ثلاث سنوات ونصف السنة حتى عمر أربع سنوات، والقارحان تتبدل من عمر أربع سنوات ونصف السنة حتى عمر خمس سنوات، وتظهر الأنياب في الذكور وبشكل مستديم من عمر أربع سنوات وتكتمل بعمر خمس سنوات، ونادرا ما تظهر في الاناث وإن ظهرت فتظهر بعمر اثنتي عشرة سنة. يتبدل الضرس الأول إلى مستديم من عمر سنتين ونصف السنة حتى عمر ثلاث سنوات ويتبدل الضرس الثاني من عمر سنتين ونصف السنة حتى عمر ثلاث سنوات ويستبدل الضرس الثالث من عمر ثلاث سنوات ونصف السنة حتى عمر أربع سنوات.

الضرس الرابع يظهر بشكل مستديم ابتداء من عمر ثلاث سنوات ونصف السنة وحتى عمر أربع سنوات ويكتمل ظهور الأسنان المستديمة عن عمر خمس سنوات، وبذلك يكون عددها أربعين في الذكر وستة وثلاثين في الأنثى. اثنا عشر قاطعا وأربعة أنياب في الذكور فقط، وأربعة وعشرون ضرسا موزعة على الفكين.

هناك علامات مميزة تظهر على الأسنان والتي تدل على أعمار متقدمة في الخيل. يتميز عمر خمس سنوات بظهور الشكل المحاري على القوارح، والفكان متطابقان تماما وسطح القواطع هلالي. أما عمر ست سنوات فيتحول الشكل الهلالي للقواطع إلى شكل بيضاوي على الرباعيين. أما عمر سبع سنوات فيكتمل الشكل البيضاوي على الرباعيين ويبدأ ظهوره على القارحين وظهور الشكل الخطافي على قوارح الفك العلوي. أما عمر ثماني سنوات فيكتمل ظهور الشكل البيضاوي على القارحين واختفاء الشكل الخطافي على قوارح الفك العلوية وابتداء تحول الشكل البيضاوي للقواطع إلى شكل مثلثي على الثنايا. أما عمر تسع سنوات فيكتمل الشكل المثلثي على الثنايا ويبدأ ظهوره على القوارح. وعمر عشر سنوات فيظهر الشكل المثلثي على القوارح وبداية ظهور أخدود جالفين على الجدار الخارجي للقوارح العلوية من الأعلى إلى الأسفل ويستمر بمرور السنين.

أما عمر خمس عشرة سنة فيصل أخدود جالفين إلى وسط القارح العلوي. وعمر سبعة عشر سنة يصل أخدود جالفين أسفل وسط القارح العلوي، بالإضافة إلى ظهور الشكل الخطافي. وعمر عشرين سنة يصل أخدود جالفين إلى نهاية القارح العلوي ويعتمد تقدير العمر بعد العشرين إلى اختفاء أخدود جالفين من الأعلى إلى الأسفل، إذ يبدأ الاختفاء بعمر واحد وعشرين سنة، وفي عمر اثنين وعشرين تضيق زاوية الفم وتبرز قواطع الفك العلوي لتشبه منقار الببغاء.

أما عمر خمس وعشرين سنة فيصل اختفاء أخدود جالفين إلى الوسط وبعمر الثلاثين يختفي الأخدود كليا ونادرا ما تتعدى الخيل عمر الثلاثين سنة.

نوم الخيل... ولماذا تنام واقفة؟

للخيل أساليب متعددة للراحة والاسترخاء وبمعدل فترتين أو أكثر خلال اليوم الواحد وهناك قيلولات.

عند الرعي في الخيل فإنها تأكل وهي واقفة حتى يغلبها النعاس وهذا ما يحصل عند الأمهار في المراحل المبكرة من حياتها. تنام الأمهار حديثة الولادة غالبا وهي راقدة في وضع جانبي أو قصي "عمودي"، وفي حال عدم تمكن المهر من الاضطجاع فإنه يرتاح وهو في حال الوقوف والعينان مغلقتان. أما الخيل البالغة فغالبا ما تسترخي وترتاح وهي واقفة والذي يستهلك حد أدنى من الطاقة.

الرقود مرة واحدة يوميا هو الشائع في الخيل، وتقضي الخيل في الاسطبلات نحو 11,5 في المئة من وقتها يوميا على جنبها، وترقد على جنبها لمدة ساعة بنوم عميق ولو أن هذا يحدث ليلا وأحيانا خلال النهار.

لقد درست ظاهرة النوم عند الخيل باستخدام أجهزة كهربائية استعملت فيها الأقطاب بالتماس، ووجدت أن النوم يأخذ نحو نسبة 32 إلى 41 في المئة في الساعات بين الثامنة ليلا إلى الرابعة صباحا، أما النعاس والتكاسل فيحدثان في أوضاع الاسترخاء الجانبية ويأخذان نحو 4 إلى 10 في المئة من وقت الليل الذي ينام فيه الفرس ما بين الساعة 10 إلى 12 متبوعا بالتكاسل أو حالات النوم المتداخلة من نعاس إلى نوم، وقد قيست وشخصت بأخذ مخطط بياني لقشرة المخ وسجلت العلامات مثل ارتعاش عضلات الوجه والرفس وتقوس الرقبة ودرجات الصهيل وتسرع القلب وزيادة سرعة التنفس.

قال الرسول الكريم "ص": "ارتبطوا هذه الخيل فإنها دعوة أبيكم إسماعيل وكانت وحوشا فدعى ربه فسخرها له" صدق رسول الله.

كثيرا من الغرائب في الخيل ومنها وجود جهاز الاحتمال لأطراف الخيل يعطيها القابلية للارتخاء في حال الوقوف مع قليل من الاجهاد، تلك ميكانيكية موجودة في العضلات والأربطة التي لها قابلية قفل المفاصل الرئيسية في الأطراف معتمدة على الرباط المعلق خلف عظم الكانون، ملحقا بهذا الجهاز وجود الأوتار السطحية والعميقة للعضلات الباسطة الرسغية وكلا الوترين يوجد في الأربطة الكابحة، وما يميزها أنها تمتد من عظم إلى وتر وعملها توازن المفاصل تحت الركبة والعرقوب، أما المفاصل الأخرى فتستمر مبسوطة بواسطة نظام التوازن.

هذا النظام أعطى الخيل القدرة على الوقوف لفترات طويلة تصل إلى عدة أشهر، وقال لي أحد المصدرين للخيل من العراق إلى الهند أن خيله بقيت واقفة لمدة أشهر في السفينة في طريقها إلى الهند. وهذه قدرة غير عادية تميز الخيل بقدرتها على التحمل والوقوف أو النوم أو الاسترخاء وقوفا.

* جراح بيطري وباحث في الخيل وأنسابها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً