عثر الدهر ويرجو ان يقالا
أي عذر لك في عاصفة
فتراجع وتنصل ندما
أنزوعا بعدما جئت بها
قتلت عذرك اذ انزلتها
فرغ الكف فلا أدري لمن
نلت ما نلت فدع كل الورى
انما أطلقت غربا من ردى
قد تراجعت وعندي شرع
وتجملت ولكن هذه
لا أقالتني المقادير اذا
أزلال العفو تبغي وعلى
المطاعين اذا شبت وغى
والمحامين على أحسابهم
أسرة الهيجاء أتراب الضبا
منهم الاطواد حلما وحجى
ولهم كل طموح لا يرى
إن دعوا خفوا الى داعي الوغى
أهزل الأعمار منهم قولهم
كل وطاء على شوك القنا
فأبوا الا اتصالا بالضبا
أرخصوها للعوالي مهجا
نسيت نفسي جسمي أو فلا
حين تنسى أوجها من هاشم
أفتديهم وبمن ذا افتدي
عجبا من رجلها ما قطعت
وترت من كم على جمر الوغى
عترة الوحي غدت في قتلها
قتلت صبرا على مشرعة
يوم آلت آل حرب لا شفت
يا حشا الدين ويا قلب الهدى
تلك أبناء علي غودت
نسيت ابناء فهر وترها
فمن الحامل عني آية
وقفوا والموت في قارعة
أيها الراغب في تغلية
اقتعدها وأقم من صدرها
واحتقبها من لساني نفثة
واذا أندية الحي بدت
قف على البطحاء واهتف ببني
كم رضاع الضيم لا شب بكم
كم وقوف الخيل لا كم نسيت
كم قرار البيض في الغمد أما
كم تمنون العوالي بالكلى
فهلموا بالمذاكي شزبا
حل ما لا تبرك الابل على
طحنت ابناء حرب هامكم
وطأة دكت على السهل الجبالا
قوموها أسلا خطية
واخطبوا طعنا بها عن ألسن
وانتضوها قضبا هندية
ومكان الحد منها ركبوا
واعقدوه عارضا من عثير
وابعثوها مثل ذؤبان الغضا
وإلى الطف بها حرى فلا
بطراد تلدم الطف به
وطعان يمطر السمر دما
كم لكم من صبية ما ابدلت
سل بحجر الحرب ماذا رضعت
رضعت من دمها الموت فيا
ونواع برزت من خدرها
كم على النعي لها من حنة
كبنات الدوح تبكي شجوها
تربت كفك من راج محالا
نسفت من لك قد كانوا الجبالا
أو تخادع واطلب المكر احتيالا
تنزع الأكباد بالوجد اشتعالا
بالذرى من هاشم تدعو النزالا
في جفير العذر تستبقي النبالا
عنك أو اذهب بمن شئت اغتيالا
فيه الحقت بيمناك الشمالا
شيما تلبسها حالا فحالا
سلبت وجهك لو تدري الجمالا
كنت ممن لك يا دهر أقالا
أهل حوض الله حرمت الزلالا
والمطاعيم اذا هبت شمالا
جهد ما تحمي المغاوير الحجالا
حلفاء السمر سحبا واعتقالا
والضبا والأسد غربا وحيالا
ضد جبار الوغى ألا يغالا
واذا النادي اجتثى كانوا ثقالا
كلما جد الوغى زيدي هزالا
إثر مشاء على الجمر اختيالا
وعن الضيم من الروح انفصالا
قد شراها منهم الله فغالى
ذكرت إلا عن الدنيا ارتجالا
ضمها الترب هلالا فلالا
من لهلاك الورى كانوا الثمالا
في طريق المجد من نعل قبالا
ألقت الأخمص رجلاها صيالا
حرمات الله في الطف حلالا
وجدت فيها الردى أصفى سجالا
حقدها إن تركت لله آلا
كابدا ما عشتما داء عضالا
بدماها القوم تستشفي ضلالا
أم على ماذا أحالته اتكالا
لهم لو هزت الطود لزالا
لو بها أرسي "ثهلان" لمالا
بأمون قط لم تشك الكلالا
حيث وفد البيت يلقون الرحالا
ضرما حولها الغيظ مقالا
تشعر الهيبة حشدا واحتفالا
شيبة الحمد وقل: قوموا عجالى
ناشئ أو تجعلوا الموت فصالا
علكها اللجم ومجراها رعالا
آن أن تهتز للضرب انسلالا
أقتل الأدواء ما زاد مطالا
والضبا بيضا وبالسمر طوالا
مثله يوما ولو زيدت عقالا
برحى حرب لها كانوا الثفالا
وطأوا آنافكم في كربلا
كقدود الغيد لينا واعتدالا
طالما أنشأت الموت ارتجالا
بسوى الهامات لا ترضى الصقالا
عزمكم ان خفتم منها الكلالا
بالدم المهراق منحل العزالى
لا ترى إلا على الهام مجالا
برد أو تنسف هاتيك التلالا
للألى منكم قضوا فيه قتالا
فوقها حيث دم الاشراف سالا
ثم من حاضنة إلا رمالا
فثدي الحرب قد كن نصالا
لرضاع عاد بالرغم فصالا
تلزم الأيدي أكبادا وجالا
كحنين النيب فارقن الفصالا
وغوادي الدمع تنهل انهلال
العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ