العدد 896 - الخميس 17 فبراير 2005م الموافق 08 محرم 1426هـ

المواطن ودوره في المحافظة على أركان التراث الحضاري

محمد ميرزا عبدالحسن comments [at] alwasatnews.com

-

إن التراث الحضاري بجميع مكوناته لأية مدينة أو أمة لهو المعبر الصريح عن هوية هذه المدينة الثقافية والحضارية، كما أن التراث الحضاري للمدينة لا يختص بالمباني والأحياء والمواقع التراثية فقط بل يعنى بالقيم والعادات الأصيلة التي تحلى بها الآباء والأجداد من سكان هذه المدينة أو تلك، والتي يجب علينا نحن الأبناء المحافظة عليها والاستفادة منها في بلورة القيم ونحن في درب يسعى إلى التقدم والارتقاء.

إن الاجتماع الذي عقد مع ملاك وتجار سوق القيصرية التاريخية بمدينة المحرق في مبنى المجلس البلدي لبلدية المحرق هو ما دفعني إلى كتابة هذه السطور التي أتمنى ان تكون اللبنة الأولى لخطة وطنية تهدف إلى نشر الوعي بأهمية هذا التراث العمراني المميز لمدننا وقرانا البحرينية الأصيلة، إذ يقع على عاتق هؤلاء التجار والملاك دور مهم وأساسي للبدء في مشروع تطوير سوق القيصرية التاريخية التي تمثل بدورها أحد الركائز والمعالم التاريخية في هذه المدينة العريقة.

ان للمواطنين والقاطنين في هذه المباني والأحياء التراثية دور أساسيا في أعمال ومشروعات المحافظة وإعادة إحياء هذا التراث العمراني المميز لهذه الأبنية التاريخية، كما نؤكد ان الدور الذي يقوم به المواطن والقاطن بهذه المباني والأحياء التراثية لهو الدور المكمل والمعزز للأدوار الأخرى التي تقوم بها وزارات وأجهزة الدولة الأخرى، إذ هناك أوجه كثيرة لمجالات التعاون التي من الممكن أن يشارك بها المواطن والساكن في هذه المناطق إذ باستطاعته ان يقدم المعلومات والبيانات أثناء المسوحات التي تقوم بها الجهة المنفذة للمشروع بالإضافة إلى المشاركة في مجالس ومنتديات النقاش الخاصة بهذا المشروع كالاجتماع الخاص بمشروع تطوير سوق القيصرية والمشار إليه مسبقا، كما أن الالتزام بالأنظمة والتشريعات الهادفة إلى الحفاظ على هذه المباني والأحياء التراثية من قبل مستخدميها هو أرقى أساليب التعاون في سبيل إنجاح مشروع إعادة تأهيل المباني والأحياء التراثية في مملكتنا العزيزة.

وختاما لابد من الإشارة إلى أمثلة من الواقع تعكس وبجلاء جهود المواطنين والسكان في عملية المحافظة على التراث الحضاري بشتى أنواعه، وعلى سبيل المثال لا الحصر نتطرق هنا إلى مدينة أصيلة المغربية التي تعكس وبشكل ناجح تجربة رائدة في مجال المشاركات السكانية للمدن في إعادة إحياء التراث إذ قام عدد من أبناء هذه المدينة بجهود ذاتية للحفاظ على التراث الحضاري لمدينتهم التاريخية من دون الاعتماد على المساهمات الحكومية إذ قاموا بتنظيف بلدتهم وطلاء جدران مبانيها باللون الأبيض بالإضافة إلى إعادة تأهيل الطرقات والممرات وزراعتها بالأشجار والأزهار، كما قاموا بأعمال ترميم لبعض المباني التراثية وأعادوا استخدامها وتوظيفها كمعارض للفنون والحرف التقليدية وها هو مهرجان أصيلة الثقافي يطل علينا وبشكل سنوي إذ تشارك فيه أطياف ثقافية مختلفة من جميع أنحاء العالم

العدد 896 - الخميس 17 فبراير 2005م الموافق 08 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً