العدد 896 - الخميس 17 فبراير 2005م الموافق 08 محرم 1426هـ

الحسين "ع"... لا حياة من دون حقوق

حسين خلف comments [at] alwasatnews.com

هل يمكن للناس الآن أن يستفيدوا من المبادئ التي عاش ومات لأجلها الإمام الحسين؟ وبما أن الأجواء الطاغية الآن هي أجواء شهر محرم الحرام، ذكرى استشهاد سبط النبي محمد "ص"، وجماعة من خيرة أهل بيته وأصحابه.

العام 61 هجرية، كان عام تلك الثورة حينما أصر الحاكم آنذاك وهو يزيد بن معاوية، على عدم المحافظة على الحد الأدنى الذي يمكن للإنسان أن يتعايش معه، حينها أعلن الإمام الحسين "ع"، ثورته من أجل الإصلاح بعد أن بايعه أهل الكوفة، وهنا نقطة مهمة مفادها أن عدم محافظة الحاكم على الحد الأدنى الذي يمكن للناس أن يصبروا عليه يدفع الناس باتجاه التغيير، وأيا كانت نتيجة هذه الحركة الانتصار المباشر أو الموت، فإنها ستبدأ وستستمر فالحركات التي تنطلق من أساس فكري لا تموت، والدليل مخالفة الإمام علي "ع" لرأي أصحابه بعد معركة النهروان، حينما قالوا: لقد قضينا على الخوارج، وقد صدق رأي الإمام وتكرر الخوارج في التاريخ، فإذا تكرر أنموذج الخوارج في التاريخ رغم أساسه الفكري الخاطئ، فما بال حركة الحسين "ع" لا تتحرك وهي حاملة لأنبل القيم والمثل الإنسانية، حاملة للمبادئ التي جاء بها جده النبي محمد "ص"؟

الحاكم في أي مكان حينما يظلم الناس، فلا يعودون يحصلون على أبسط الحقوق وأهمها الحرية بكل أبعادها الفكرية والدينية، والعدل في توزيع الثروة، فإن الناس تبدأ في تمثل حركات التغيير، فبعضها يكون خاطئا جدا كحركة الخوارج، وبعضها يكون صحيحا كحركة الحسين "ع" الإصلاحية التغييرية، وبعض آخر ربما يتمثل نماذج من خارج التاريخ الإسلامي، إلا أن الناس في العصر القديم، أو العصر المعاصر لا تقبل بألا يحافظ الحاكم على الحد الأدنى من حقوقها. هناك حركة عامة في التاريخ لابد من أن يقرأها الجميع حاكمين ومحكومين، ومعرفة أنه ليس بالإمكان أبدا بقاء الحياة طبيعية من دون حد أدنى من الحقوق

العدد 896 - الخميس 17 فبراير 2005م الموافق 08 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً