العدد 895 - الأربعاء 16 فبراير 2005م الموافق 07 محرم 1426هـ

مدارس المستقبل... أرقام وحقائق

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

بدأ التعليم النظامي في البحرين سنة 1919 في مدرسة الهداية الخليفية قبل اكتشاف النفط فكانت البحرين سباقة في ميدان العلم والمعرفة، إذ بدأت نهضة التعليم في البحرين قبل النهضة النفطية، ما يؤكد أهمية العلم والتعليم لدى مملكتنا الفتية، ونجد أن التاريخ يعيد نفسه، إذ بدأت النقلة النوعية في التعليم بصرحها الشامخ من خلال مدارس المستقبل والتي تشكل حقبة تاريخية من خلال مسايرة التطور والتقدم فالعالم يسير بخطى سريعة ولا مجال للتباطؤ، ففي مدرسة الهداية الخليفية أيضا سعدنا كثيرا بتدشين جلالة الملك لمدارس المستقبل في الأسابيع الماضية في يوم الثلثاء الموافق 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، فكان يوما ميمونا، وكانت البحرين في ذلك اليوم أيضا سباقة في المجال الالكتروني.

العالم الآن يتحول إلى المجال الالكتروني فلا مجال إلى التراجع، ومن خلال ما يذكر في الصحافة يتبين بأن وزارة التربية والتعليم قد قطعت شوطا كبيرا في تجهيز واعداد مدارس المرحلة الأولى من المشروع التعليمي والتي تستفيذ منه "11" مدرسة ثانوية موزعة على محافظات البحرين الخمس بنين وبنات ابتداء من العام الدراسي الجاري 2004 - ،2005 والذي يستفيد منه أكثر من "11000" طالب وطالبة، كما تم الانتهاء من عمليات التشبيك الالكتروني، إلى جانب تم الانتهاء من ربط "4000" موقع في المدارس المطبقة للمشروع، تسمح بالدخول عبر البوابة التعليمية، ما يعني ذلك إتاحة فرصة طيبة للارتقاء بالتحصيل العلمي للطلبة، واستكمال متطلبات الفصول الالكترونية، وتحويل أكثر من "40" مقررا دراسيا إلى أقراص إلكترونية، وتجهيز الكثير من المواقع الالكترونية التعليمية الإثرائية إلى جانب أهمية جانب التدريب الذي لا يقل أهمية عن التجهيزات الأخرى فقد تم تدريب "1370" معلما ومعلمة للعمل في هذه المنظومة الالكترونية بالإضافة إلى الطلبة والاداريين والاختصاصيين على استخدام المنظومة الالكترونية ودعمها وتحويل جميع الكتب الدراسية والتي يتجاوز عددها "420" كتابا الى كتب الكترونية، واثرائها بالوسائط المتعددة من خلال "2240" موقعا الكترونيا اثرائيا تعليميا.

فالطالب في التعليم النظامي العادي دوره يبقى قاصرا على تلقي المعرفة على رغم كونه محور العملية التعليمية، لذلك فإنه يشعر بالاحباط والملل لتهميش دوره وعدم مواكبة المستجدات، ولكنه حينما يتغير دوره رأسا على عقب ويتحول دوره من متلقي للمعرفة إلى حاصد وباحث عن المعرفة تصبح المهمة أكثر تشويقا ومتعة، فالتعليم الالكتروني يأخذ بيد المتعلم إلى رحاب الباحث عن معارفه ومعلوماته، وبالتالي تصبح شهية المتعلم لتلقي المعارف والحقائق والمفاهيم مفتوحة تتسع بتنوع الأساليب والطرق، فالمعلومات والمعارف والتفاصيل تقدم بصور حية تفاعلية وتطبيقية، هذا علاوة على استخدام أكثر من حاسة في ذلك ما يضمن بقاء المعلومة أطول، هذا إلى جانب وضع المتعلم موضع المسئولية من خلال تحري طرق البحث عن المعلومة وتوظيفها التوظيف الصحيح، ومن مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين ومبدأ تكافؤ الفرص من خلال عدم تأثر المتعلم المريض الذي تعذر عليه حضور بعض الدروس، إلى جانب ضعف التركيز والاستيعاب فيمكن للمتعلم أن يتحكم في إعادة الموقف تبعا لاستيعابه وقدراته.

هذا إلى جانب التواصل والاتصال بين المتعلم والهيئة الإدارية والتعليمية من جهة وبين ولي الأمر وبين الهيئة الإدارية والتعليمية إلى جانب تواصل واتصال المتعلمين مع بعضهم بعضا وبالتالي إزالة جميع الحواجز والسدود والتي من شأنها تعرقل الكثير من تحقيق التقدم.

العالم أصبح اليوم قرية كونية صغيرة فليس هناك مجال لحكر المعرفة، وأصبحت المعرفة الآن ملكا مباحا للجميع ووجب للمتعلم الحصول عليها بأسرع الطرق والوسائل وأفضلها وهذا قد يتوافر من خلال التعليم الالكتروني، كما أن التعليم الالكتروني يخرج الطالب من النمطية والتقليدية والروتين الممل والتي تشبعت به المدارس في ظل التعليم النظامي العادي إلى رحاب الابداع والبحث والتقصي.

وبالتالي لا تأخذنا الايجابيات والجوانب المشرقة المرافقة للمشروع على رغم أهميتها وأهمية الوقوف عندها والإشادة بها، ولكن يجب ألا يشغلنا ذلك وبالتالي فإن إساءة استغلال التكنولوجيا الحديثة لها من الانعكاسات السلبية ما هو كفيل بقلب الموازين والقوى خصوصا إذا ما أسيء استغلال المسئولية من قبل الطالب ففي النظام العادي يكون للمعلم دور كفيل بإدارة الصف وتوجيه الطلبة والطالبات وفي ظل هذا النظام يبقى دور المعلم محدودا وبالتالي العبء الأكبر ملقى على عاتق المدارس، وهذا يأخذنا إلى التفكير والتروي بشأن نتائج هذا المشروع فالمتوقع اما ان تكون مشرفة من خلال الاستفادة الحقة من خلال ما يتم توفيره وتجهيزه من اجل الارتقاء بالتعليم وجوانبه المتعددة وهذا ما أبدته الوزارة جاهدة من أجل توفير متطلبات واحتياجات المشروع لضمان جودته ونجاحه في آن واحد، واما أن تكون مخيبة للآمال من جراء عدم إحساس المتعلم بالمسئولية الملقاة عليه، وبالتالي التقاعس وعدم المبالاة، لذلك وجب أن يكون دور المعلم واضحا من البداية بحيث لا يلغى كما وجب الالتفات بشكل واضح إلى أهمية الارشاد والتوجيه مهما يكن فإن متعلم المرحلة الثانوية سنه حرج جدا ولا ننس خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها فهو يحتاج منا إلى توجيه وإرشاد.

وفي النهاية وجب على الوزارة أن تعمل جاهدة على تحقيق نوع من التوازن بين الكلف المادية والبشرية المترتبة على المشروع وبين النتائج المرجوة والمتحققة حتى تستطيع أن تعمم التجربة على مدارس أخرى في المستقبل

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 895 - الأربعاء 16 فبراير 2005م الموافق 07 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً