ترك الآخرون إرثا من هاويات، فيما ترك هو درسا للصعود أعلى وأعلى. .. ترك الآخرون إرثا من نسيان، فيما ترك هو رصدا ونفاذا وحضورا لا ينقطع أمد الدهر... ترك الآخرون إرثا من نهايات مفتوحة على المجهول، فيما ترك هو بدايات تعلم البشر كل البشر بهاء الموقف الذي يحررهم من أغلال تكاد تسد عين الشمس... ترك الآخرون إرثا من هزائم ، فيما ترك هو إرث الطريق مفتوحة لابتغاء نصر يعيد الأمور الى نصابها الصحيح.
ول وجهك شطر الرجل حين يكون مركزا للنصر أو الهزيمة... لا يشغلنك النصر عن الوقوف على أثره واستجلاء سيرته والتمعن في مواقفه وأهدافه، فمتى ما انشغلت بالنصر أو الهزيمة وحدهما، تكون كمن ينشغل بالساحل معرضا عن حضم البحر الكبير.
يعرف العالم أنهم يزيديون، ولكنهم لن يفوتوا فرصة دعوة العالم إلى جلسة بكاء على الحسين! أي نوع من البكاء هو ذاك؟ وأية معرفة مريضة تلك تنشغل بالمبنى مهملة المعنى؟
هذه المدنية الزائفة وفي جانبها المظلم والظالم، تثبت كل يوم كفاءتها في استنساخ أكثر من يزيد، وبات هذا العالم أكثر وباء بهم!
تراكم المظالم، وازدياد الشعور بالغبن، وشيوع حالات الفساد، كلها علامات تؤذن بكربلاءات من نوع آخر
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 895 - الأربعاء 16 فبراير 2005م الموافق 07 محرم 1426هـ