ولد الحريري العام 1944وتزوج مرتين وله خمسة أولاد وكان أحد الذين تبرعوا بتعليم اللبنانيين وابتعاثهم إلى الخارج، و قد جمع ثروته في السعودية قبل أن يتملكه شغف الحياة السياسية ويشكل خمس حكومات اعتبارا من العام . 1992 وشغل الحريري منصب رئيس الوزراء في لبنان من 1992 إلى 1998 ومن 2000 إلى .2004 واستقال في أكتوبر/ تشرين الأول 2004 وانتقل إلى صفوف المعارضة. كان الفائز الأكبر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدها لبنان العام 2000 إذ حصد نسبة كبيرة من المقاعد. والحريري الذي شكل خمس حكومات عرف كيف يتكيف نسبيا مع قواعد اللعبة التي تفرضها دمشق التي تمارس نفوذا كبيرا جدا على جارها الصغير ولا تزال تنشر فيه أكثر من 14 ألف جندي.
ولد الحريري في صيدا "جنوب" من أب يعمل في القطاع الزارعي. وفي سن الثامنة عشرة انتقل إلى السعودية. في بادئ الأمر، درس الرياضيات في إحدى ثانويات جدة على البحر الأحمر ثم عمل محاسبا لفترة قبل أن يخوض غمار العقارات مستفيدا من الطفرة التي لا سابق لها في هذه السوق على اثر الأزمة النفطية في العام .1973
وحالفه الحظ العام 1977 عندما كلفه الملك خالد بن عبدالعزيز بناء فندق في الطائف لاستضافة احد المؤتمرات، ووعد بتشييده في اقل من ستة اشهر. ونجح في رهانه وفاز تاليا بثقة ولي العهد آنذاك الأمير فهد بن عبد العزيز، وهو العاهل السعودي حاليا. وفي 1978 حصل على الجنسية السعودية وهو أمر نادر جدا. وتقدر ثروة الحريري بنحو عشرة مليارات دولار.
واستثمر كثيرا في القطاعات المصرفية والعقارية والصناعة ووسائل الاتصالات والإعلام. ويملك الحريري محطة تلفزيون خاصة "المستقبل" وصحيفة "المستقبل". كما يملك "إذاعة الشرق" ومقرها باريس.
وخلال الحكومات التي شكلها، عمد الحريري إلى وضع اتصالاته الشخصية في خدمة بلده. فإلى جانب العائلة الملكية في السعودية، يقيم الحريري علاقات شخصية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يعتبره "صديقا". وراح الحريري يجول في العالم لنيل ثقة المستثمرين الأجانب واللبنانيين المهاجرين يحضهم على العودة إلى لبنان بعد الحرب "1975-1990"، وذلك على رغم استمرار النزاع في الشرق الأوسط.
وفي الوقت ذاته، قاد عملية إعادة أعمار مؤسسات الدولة والبنى التحتية في وقت شغلت فيه جرافاته وسط العاصمة اللبنانية التي أوكلت إلى شركة "سوليدير" الخاصة التي أسسها وباتت أسهمها مطروحة في بورصة بيروت. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2002 حصل على موافقة المجتمع الدولي خلال لقاء في باريس لنجدة لبنان الذي كان على شفير الاختناق المالي في مقابل إصلاحات اقتصادية تشمل خصخصة عدة قطاعات من الاقتصاد. لكن خلافاته مع رئيس الجمهورية اللبناني إميل لحود أدت إلى شلل السلطة التنفيذية ومنعت تطبيق الإصلاحات. ويرزح لبنان اليوم تحت عبء دين يقارب الخمسة والثلاثين مليار دولار أي نحو ضعفي إجمالي ناتجه الداخلي
العدد 893 - الإثنين 14 فبراير 2005م الموافق 05 محرم 1426هـ