قبل أيام قمت بتسجيل حلقات عن الإمام الحسين في القناة الفضائية البحرينية على أن تبث في هذه الليالي العظيمة وقد سميتها بـ "الحسين في الفكر الآخر" وحاولت من خلالها أن أرصد الكتب الغربية والعربية وكذلك القادة المفكرين الذين وقفوا أمام قضية استشهاد الحسين وقضية كربلاء.
وهنا أحاول أن أسلط الضوء على بعض هذه الأقوال مختصرا لما جاء في تلك المحاضرات، ذلك من أجل أن نعزز مفهوما مهما أن الحسين ليس مقتصرا على فئة من الفئات وانما ينبغي لجميع المسلمين ولجميع بني البشر التزود من فكر الإمام الحسين "ع".
العالم السسيولوجي علي الوردي كتب كتابا أسماه مهزلة العقل البشري ورد فيه مقطع مهم قال فيه: "الحسين ويزيد مازالا يتنازعان الحياة" وهذه حقيقة تاريخية اجتماعية ستبقى مدى الدهر لذلك ينبغي لنا أن نقف امام البطولة تماما كما وقفنا أمام البطل ويجب أن نفكر في نوعية الخطاب الذي يطرحه الخطيب وان نجتهد في طرح الخطاب المتميز، والسيد الحلي يقول:
"أفلطما بالراحتين فهلا
بسيوف لا تتقيها الدروع".
الشيخ محمد مهدي شمس الدين يقول في كتابه "عاشوراء" "ثورة الحسين ليست للرضا عن النفس بل هي ثورة على النفس". ذكرى كربلاء يجب أن توحد خطابنا يجب أن توحد قلوبنا، يجب أن نقدم دائما المادة العلمية المعرفية من على المنبر.
يقول الشاعر الوائلي:
أرجفوا انك القتيل المدمى
أومن ينشئ الحياة قتيل
ويموت الرسول جسما ولكن
في الرسالات لن يموت الرسول
فرسالة الحسين تقتضي منا أن نقدم أجمل صورة عن شجاعة وخلق الإمام الحسين، فالحسين كان شجاعا وقبل ان يكون كذلك كان يحمل العلم الكبير.
وفي الشجاعة قال فيه الشاعر:
فما أجلت الحرب عن مثله
صريعا يجبن شجعانها
الشاعر الشهير أحمد حجازي قال في كربلاء أبياتا جميلة:
كأنني سمعت صوتا كالبكاء
هذا الحسين وحده في كربلاء
مازال وحده يقاتل
معفر الوجه يريد كوب ماء
والأمويون على النهر القريب
كأنني أرى دمشق بعد ليلة الغياب
بيوتها مظلمة وسجنها العالي فضاء.
دعونا نقرأ ما قاله الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي توماس عن الإمام الحسين، فهو يقول: "هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الحسين رفعت مستوى الفكر البشري. وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد وتذكر على الدوام".
أما المستشرق الانجليزي ادوارد براون، فهو يقول: "وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتى المسلمون لا يسعهم".
الفيلسوف الشاعر أبوالعلاء المعري نظم أبياتا في الحسين قائلا:
وعلى الأفق من دماء الشهيدين
من علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجران
وفي أولياته شفقان
ثبتا في قميصه ليجيء الحشر
مستعديا إلى الرحمن
أما انطوان بارا الكاتب المسيحي ألف فقد كتابا أسماه "الحسين في الفكر المسيحي":
فقد قال فيه: "لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبرا ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين".
ولا أحد منا لا يعرف الأديب الشعبي أحمد فؤاد نجم وشعره الثوري الجميل، فقد اختصر المعركة الكربلائية ببيتين:
"أما مع الثورة أو ضدها
خلاصة الكلام يزيد والله الحسين".
دعونا نقرأ الحسين من خلال ما قال فيه الآخرون
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 893 - الإثنين 14 فبراير 2005م الموافق 05 محرم 1426هـ