ممنوع على سورية أن تقف إلى جانب لبنان في مواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، بل ممنوع على لبنان أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، وممنوع على لبنان وسورية أن يتكاتفا في مواجهة الهجمة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة العربية، بل إن الممنوع هو أن يقف اللبنانيون إلى جانب لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

قائمة من الممنوعات الدولية الأميركية يتم العمل بها من أجل فرضها على شعوب ودول المنطقة، بحيث يمنع على أي منها التحرك خارج حدوده السيادية - طبعا والشعار جاهز "الحفاظ على استقلال وسيادة شعوب ودول المنطقة" - وربما لا يكون من الصعوبة استخلاص أن الهدف من ورائه "التفكيك".

إلى متى ستستمر أميركا وجماعتها في مسرحيتهم الهزلية المضحكة المبكية التي تعتمد التهديد؟ وهل علينا فعلا أن نستمع يوما بعد يوم إلى القوائم الأميركية من المنوعات والمحرمات؟ أليس لنا سيادتنا على أراضينا؟ ألسنا أصحاب القرار؟ أم أن أميركا لا تعتبر تدخلها في كل شبر من أرجاء وطننا العربي تعديا على السيادة؟. قطعا لا، فهي بالتأكيد أوجدت لنفسها تسمية مناسبة.

غريبة وعجيبة تبعيتنا العربية التي تعمل بـ "الريموت كونترول" والتي تبعد كل البعد عن الإحساس بالكرامة والولاء للوطن. بأنفسنا نصبنا أميركا "صانعة القرارات" رئيسة تملي علينا ما يجب أن نفعله - في قالب مسرحي يظهرنا نحن كمن إقترحنا على أنفسنا فعله -، كما أنها تبقي نفسها على علم بأتفه مشاوراتنا واجتماعاتنا "نحن من نستمزجها في آخر ما توصلنا إليه عبر زيارتنا الخاطفة لواشنطن". إلى متى سنبقى مأمورين لا آمرين؟ وإلى متى سنستعيد سيادتنا؟!