العدد 892 - الأحد 13 فبراير 2005م الموافق 04 محرم 1426هـ

بلاغة المواجهة

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

لا تحتاج الى عظيم جهد كي تتلمس المعاني الكبيرة التي جسدتها نهضة الإمام الحسين عليه السلام، معاني تهدف أول ما تهدف الى إلتأكيد على التكريم الإلهي للإنسان، بغض النظر عن لونه أو جنسه أو معتقده. وبالجهد الأرضي لا يمكن أن يتحقق مثل ذلك التكريم بعيدا عن حال من الحركية والولوج العميق في القضايا التي تمس الإنسان وترتبط به ارتباطا وثيقا.فمواقف الفرجة والاحتساب السلبي والتواكل والإكتفاء بالمعاينة لا يمكنها أن تحقق تلك القيمة الإلهية الكبرى، مالم تستتبع وفي مراحل تستنفد فيها الخيارات ... بالانتقال من مرحلة بلاغة القول الى بلاغة الفعل والمواجهة.

بعض المواجهات تخضع لمنطق الاستراتيجيا... ومنطق ميزان القوى ومنطق الإمكانات ومنطق النصر والهزيمة... والظروف الموضوعية، واستتباعاتها على الواقع العام وكذلك الواقع الخاص، مثل ذلك الخضوع لا يمكنه أن يدير دفة الحركة بمعناها العميق في اتخاذ الخيار والقرار، اذ تظل أسيرة الماثل والقائم والمستوي على حركته، ومتى ما تجاوز الإنسان مثل ذلك المنطق يصبح التأسيس لمنطق آخر ضرورة تحفظ حركة الحياة وتوازنها وضمن مفهوم التكريم الإلهي للإنسان.

منطق الإثناء عن المواجهة التي تبدت ضرورتها وحان حراكها، لا يختلف كثيرا عن أي طابور خامس في العالم،ولا يختلف عن المسوقين لمنطق ومفهوم الاستراتيجيا ضمن مفهومها الظاهر والآني والأرضي... ومثل ذلك المنطق يجد أشياعه وجمهوره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولو انتهى مثل ذلك المنطق في التاريخ لأصبح الخيار غير قائم ، بل يعد ذلك المنطق في أحيان كثيرة واحدا من المجسات والمحفزات الكثيرة التي تعترك في حركة الحياة والواقع الذي يستشرف ضرورة الخروج على الوضع القائم ، ولو لم يطل أصحاب منطق الإثناء عن الخروج في تلك اللحظة الحاسمة من التاريخ لما تبين كثيرون الخيط الأبيض من الخيط الأسود في حركة استلهام وتأكيد مبدأ التكريم الإلهي للإنسان

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 892 - الأحد 13 فبراير 2005م الموافق 04 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً