العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ

عندما يصبح عاشوراء موسما للوحدة الإسلامية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الإمام الحسين "ع" هو إمام المسلمين هكذا نعيشه في العالم الإسلامي. وفي البحرين للذكرى نكهة أخرى نستشعر أن الجميع يتمنون أن يسجلوا موقفا في التاريخ يليق بهذه الذكرى... الإعلام الرسمي بدأ يبث مقابلات عن الإمام الحسين منذ 4 سنوات ومحاضرات وأشرطة كلها تصب في خدمة أبي عبدالله الحسين وهنا لابد أن نشكر الدولة على تغطيتها للحدث ونشكر وزير الإعلام وطاقم الوزارة في التغطية هذه وهو موقف جميل يستحق الشكر، ونأمل من الوزارة أن تقوم بتغطية كل الفعاليات المتميزة من المرسم الحسيني الذي يستحق الدعم، إذ يشارك فيه خيرة فنانينا البحرينيين، فهؤلاء مازالوا يقدمون صوتا معتدلا جميلا موشى بالألوان الزيتية، وشاركوا على المستوى الدولي، فالجمعية تستحق الدعم ونتمنى أن تدعم ماديا من الأهالي والمؤسسات، فهؤلاء الشباب هم مثال حي للجندي المجهول الذي يمارس دوره في العطاء الوطني بعيدا عن الأضواء، فيجب أن يشعروا من الدولة الاحتضان، فأتمنى أنهم أعطوا رخصة في الإشهار... وسأتكلم عن ذلك لاحقا.

موقف آخر له نكهته عندما تدشن مجالسنا على حب الإسلام وترسيخ الخطاب الوحدوي المعتدل الذي يقوم على ترسيخ القواسم المشتركة بين المسلمين... هذا ما أشعر به كل عام وأنا ألتقي مع الأستاذ خالد الخاجة.

ففي كل عام له مساهمات كريمة في الدعوة بين التوحد الوطني ودائما ما يدعو إلى التقارب بين المذاهب ونبذ الفرقة وله مساهماته في دعم موسم عاشوراء، وكم هو جميل أن يتفاعل في موسم عاشوراء كل المسلمين بكل طوائفهم، فمازالت تلك الذكريات الجميلة يحملها أهالي المحرق ومن الطائفتين في موسم عاشوراء في مساهماتهم في دعم الموسم الحسيني، فهذا يتبرع بمال وهذا بطعام ساعة مرور موكب العزاء، وشعرت بالفرح في العام الماضي عندما كنت ألقي محاضرات عن الحسين أن من ضمن الحضور عددا كبيرا من الطائفة السنية الكريمة... هذه الصور الجميلة تعكس مدى التقارب بين المجتمع الواحد، فلا غرابة في ذلك، فتاريخ الهيئة الوطنية أيام الاستعمار مازال يضفي بظلاله ويعطي صورة للتقارب والتسامح بين الطوائف والأديان.

لهذا ينبغي التركيز - على مستوى الخطاب الإسلامي وكذلك الحسيني - على أهمية الوحدة الإسلامية الخارجة من إطار الشعارات إلى إطار الآليات والتنفيذ.

في مجلس الخاجة هذا العام تم عرض فيلم سينمائي عن الإمام الحسين "ع" بمناسبة ذكرى عاشوراء الخالدة، وفي كل عام هناك عوائل لها مساهماتها في إيصال صوت الحسين إلى جميع المسلمين انطلاقا من مبدأ أن الحسين "ع" هو صوت الإنسانية الخالدة وهو موحد جميع المسلمين، فلنقرأ الرواية في الحاكم باسناده عن أبي هريرة عن رسول الله "ص" قال وهو يشير للحسن والحسين "ع": "من أحبكما فقد أحبني ومن أبغضكما فقد أبغضني". وعن زيد بن أرقم، قال، قال رسول الله "ص" لعلي وفاطمة والحسن والحسين "ع": "أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم". وعن البراء قال: "رأيت النبي "ص" والحسن والحسين "ع" على عاتقه وهو يقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما" هذه الصورة نراها واضحة في الرسالة التي كتبها الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة في الإمام الحسين "ع" أسماها "رسالة إلى أبي الشهداء"، فالرسالة مليئة بالمعاني الجميلة ولها مفردات عالية تكتنز العمق والسلاسة وهي ذات إيقاع موسيقي حزين ولعلها تكون إحدى المحطات التي سيقف أمامها التاريخ طويلا، وستكون وثيقة ذهبية موشاة بنجيع كربلاء تعطي صورة لأبنائنا أن الحسين "ع" ما كان لفئة أو لطبقة معينة أو لمجتمع بعينه، بل هو للإنسانية وللعالم بكل ما يحمل هذا العالم من متغيرات وتميز وعطاء. يقول الشيخ خليفة في رسالته: "ألا ترى يا من ملأت محبتك قلوب أتباعك... لقد كان لحضور ذهنك وثبات جأشك في تلك المحنة المتراكمة التي تعصف بالصبر وتطيش بالألباب وهو جهد عظيم لا تحتويه طاقم اللحم والدم ولا ينهض به إلا أولو العزم، فلقد قاسيت جهد العطش والجوع والسهر ونزف الجروح... وحسبك من محبتهم انه ما أحد قتل في كربلاء إلا كان في وسعه أن يتجنب القتل بكلمة أو بخطوة ولكنهم جميعا آثروا الموت عطاشا جياعا حيث رأوا فيك سموا يستحق التضحية والإيثار". طبعا الرسالة تحتاج إلى عرض مفصل ولكن هنا نعرض مقتطفات منها لما تحمله من دلالات ذات إيقاع سحري. واستوقفتني هذا العام قصيدة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة وهي قصيدة كتبها في الإمام الحسين "ع" قبل أكثر من قرن، يقول فيها:

يحق لنا سكب سيل الدموع

كسيل دم السبط في كربلا

دعته الدعاة ألا أقدم لنا

سريعا فأمهم مقبلا

يؤمهم القمر المستنير

حسين بن حيدرة مولى الملا

وخر على الترب روحي فداه

بنفسي المعفر في كربلا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً