لا أدري من أين أبدأ. .. لكن مع وفاة المغفور له محمد تقي التاجر منذ أيام قليلة تعود بنا ذاكرة الوطن إلى شقيقه المرحوم عبدالرسول بن الشيخ سلمان بن الحاج أحمد عباس التاجر، أحد القلائل الذين تركوا بصمة واضحة وأثرا تربويا وثقافيا كبيرا في عقول من تعلموا على يديه من أبناء البحرين سنة وشيعة.
نعود ونسأل آل التاجر وإلى كل من يهمه أمر التاريخ والتراث ويحرص على تخليد معالم حضارتنا ويريد المحافظة على إرث الماضي بجميع ملامحه وليس مهتما بتاريخ فئة دون أخرى أو حقبة دون أخرى... متى سترى مكتبة "التاجر" النور؟
هذه المكتبة التي سبق لي أن ذكرتها في مقالات سابقة كان يسميها أهل المنامة مكتبة "الأستاذ" نسبة لصاحبها الاستاذ عبدالرسول التاجر، لم تكن مكتبة عادية إذ كانت من أهم وأغنى المكتبات التي عرفتها البحرين في القرن الماضي كونها احتضنت تراثا أدبيا وعلميا نادرا.
لا أحد يعلم ما حل بهذه المكتبة الضخمة، وأين ذهبت مخطوطاتها المحلية والعربية النادرة الزاخرة بالمراجع والمخطوطات الأدبية والفكرية البحرينية التي من بينها كتابات والد "الأستاذ" الشيخ سلمان وجده الكبير الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي .
لقد تعلم الكثيرون على يديه نساء ورجالا، وهو الذي كرس حياته في إعداد وتأهيل أجيال من أبناء الوطن... بل ولم يلتفت يوما إلى كل الاغراءات التي عرضت عليه إبان الحكم الاستعماري البريطاني، متحديا بذلك الواقع المر الذي فرض على الشعب آنذاك.
يا ترى ألا يستحق هذا الشخص أن يشيد له مرصدا ثقافيا يحمل اسمه من خلال إعادة بناء مكتبته على غرار ما هو موجود في أعرق وأشهر المكتبات في لندن.
وقد يكون الموقع الذي أخذني إليه والدي "أحد تلاميذ "الأستاذ"" عند مدخل فريق الحمام في المنامة القديمة قرب بيت عائلة ضيف، وعلى بعد أمتار من مسجد الحاج أحمد خلف قد دفعني للكتابة للمرة الثالثة في هذا الموضوع، إذ قال "هنا كان بيت التاجر وهنا كانت أولى مدارس الأستاذ"... في هذه اللحظة راودتني فكرة تشييد مكتبة "الأستاذ" على هذه الأرض... يا ترى هل سيتحقق ذلك؟
وهل يتقدم أحد المقتدرين من آل التاجر لتخليد ذكرى مربي الأجيال ابن التاجر رحمه الله
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 890 - الجمعة 11 فبراير 2005م الموافق 02 محرم 1426هـ