استيقظت دول غرب إفريقيا فجأة على وفاة الرئيس التوغولي غناسينغبي اياديما إثر إصابته بنوبة قلبية حالت دون نجاته هذه المرة من قضاء الله وقدره، ووافته المنية يوم الأحد الماضي ومن دون تمكنه من الوصول إلى عتبات الأطراف الخارجية لبلاده ونقله على الفور إلى المروحية التي تقله للعلاج في الخارج، وصاحبت وفاته مشاعر نعي وتأس على فراقه، لكن الهزة التي كانت قوية على مرأى الجميع حينما تحدى الجيش ونصب فارو إيادا رئيسا جديدا خلفا لوالده، ومن المعروف أن الدستور في توغو ينص في حال وجود شاغر بمنصب رئيس الحكومة تنقل السلطة مباشرة إلى رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان" لكن انتهاك الجيش مبادئ الدستور أثارت أزمة استدعت دول غرب إفريقيا للبحث مليا عن مخرج يحتوي الأزمة التي أثارت أيضا غضب المعارضة والتي دعت إلى تنظيم تظاهرات في أنحاء البلاد احتجاجا على تنصيب ابن الراحل رئيسا للبلاد.
وعلى إثر التحول الدستوري الخطير أطلق الرئيس النيجيري دعوة للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "الايكواس" لعقد قمة طارئة لبحث الأزمة والتهديد بفرض عقوبات في حال لم تتراجع توغو عن موقف تنصيب ابن الراحل رئيسا ومن دون الرجوع إلى الشرعية الدستورية التي تخول رئيس البرلمان رئيسا للبلاد الذي اضطر هو الآخر إلى تغيير مسرى هبوط طائرته في بنين بدلا من توغو إثر إغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية لمنع وصوله، وقيام البرلمان عنوة بإضفاء الشرعية على تعيين فارو إيادا وتغيير بنود الدستور التي تخوله رئاسة البرلمان ومن ثم رئاسة البلاد. الخلاف الذي عصف بدول إفريقيا هو الانحراف عن مسري المبادئ الدستورية "الذي هو بمثابة عقد اجتماعي للشعوب يحقق التوافق والمساواة من دون المساس بالحرية المدنية"، ولكن لو افترضنا جدلا أن "ايكواس" موجودة كمنظمة مماثلة لها في المنطقة العربية يا ترى كم دولة ستطفو على السطح تدرجها "ايكواس العربية" بأنها من ضمن الدول المخالفة لشرعية التنصيب وتوريث السلطة للخلف من دون الرجوع لمبدأ العقد الدستوري
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 889 - الخميس 10 فبراير 2005م الموافق 01 محرم 1426هـ