عادت الوفود الرسمية التي شاركت في القمة الرباعية التي استضافتها مصر في شرم الشيخ - في محاولة لبناء جسور الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين - إلى دولها، لكن كل طرف شارك فيها خرج منها بطريقته، فالبعض خرج منها منحني الرأس "ذليلا راضيا"، والبعض "جبرت خواطره" بصفقة أو اثنتين، أما البعض الآخر فعاد لدولته غانما بما لذ وطاب.
وبالنظر إلى النتائج التي تمخضت عنها اجتماعات "كرم الشيخ"، تجمع المقاومة الفلسطينية على أن القمة أعدت لصالح "إسرائيل" ولصالح رئيس وزرائها أرييل شارون، إذ منية "إسرائيل" بحملة علاقات عامة "مجانية" للتسويق لها ولشارون في العالم العربي.
كما أن شارون وفي خطابه في القمة لم يركز على الملف الفلسطيني بقدر ما حاول كسب ود الشعوب العربية من خلال توجيه خطابه لهم، والحديث عن رغبته بالسلام الشامل. لذلك وبناء على الكرم العربي النبيل، فإن المجتمعين لم يذهبوا جهود شارون "سفير النوايا الحسنة" أدراج الرياح، بل ضمنوا للرجل عودة العلاقات الطبيعية بين بلده وكل من الأردن ومصر اللتين التزمتا بإعادة سفيريهما إلى تل أبيت على رغم أن شارون لم يتراجع عن الأسباب التي دفعتهما لسحب سفيريهما في أوج الانتفاضة الفلسطينية.
وزيادة على هذه المكاسب فإن شارون، وحسب مصادر مطلعة عاد لدولته - التي صنعناها بجبننا - وهو يحمل ضمانات عربية بإقامة علاقات دبلوماسية مع عدد كبير من الدول العربية خلال الفترة المقبلة.
مهلا!، إذا كان شارون نال صك البراءة من الدول العربية، والفلسطينيون نالوا الفتات "الذي ربما يسقط من فم العدو"، ماذا نالت كل من الأردن ومصر؟! "أتوجد بيعة من غير مقابل"؟! أيعقل أن تتأكد الظنون ويكون الأخوة، استخدموا المسألة الفلسطينية لتمرير مصالحهم مع الإسرائيليين؟!، قطعا لا، فنحن عرب و"الكرم" طبعنا، ولكن يبقى السؤال الحاضر دائما ماذا فلعت يا فلسطين لتستباحي؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 888 - الأربعاء 09 فبراير 2005م الموافق 29 ذي الحجة 1425هـ