لم يكن للقدر أن يسخر سخريته المرة كما هي في فاجعته. ..
ولم يكن لتراب هذا الوطن أن يتضمخ بدم أبهى من دمه
ولم تكن أنفاس ليله لتتمازج بما هو أنقى من أنفاسه
ولم يكن ليله ليعرف أنينا ونشيجا يمتد ليحتوي أنين ونشيج من مضوا، ومن هم معه، ومن سيتناسلون منه، كأنينه ونشيجه
ذالكم هو "سعيد"...
وطن مثخن نهيئه لأبنائنا
أيقونة مكتظة بقصيد يوحى به في مقام البعث والنشور
فيحدق به، وينبت من صورته، مقدسون ينكسرون في إيقاعه وغنائه...
"دورة الموت"
إلى سعيد الإسكافي
سأبكي له...
لجراحاته السائله
سأبكي عذاباته
والقيود على معصميه
بدايات حبر تهيأ للطعنة الهائله
سأبكي بكاءاته حين كان يداعب أحلامه
والكناري الذي كان يوصي به
يوم غادر في رحلة قاتله
فيا أيها الطير أين مضى عنك؟!
أين الغناء؟!
أين مواويله ودفاتره؟!...
ويا أيها القمر المتضمخ بالدم
أحكي له عنك في وردة ناحله
ويا أيها الليل لا تنس رائحة من سعيد
فقد كان بين فيافيك مزدحما بالقوافي
وكان يمد يدا مائله
نحو قاتله...
كان يحكي عن الطير في عشه...
وكان سعيد يدور بأحلامه
في رحى الموت دورته
العدد 888 - الأربعاء 09 فبراير 2005م الموافق 29 ذي الحجة 1425هـ