تظل تمني النفس مع كل عام أن تتحول المواكب الحسينية في القرية الواحدة الى موكب واحد، ولن نفرط في تفاؤلنا بحيث نطالب بانتهاء الخلافات التي ظلت مزمنة ومعششة في نفوس القائمين على بعض المآتم، فقط نتمنى أن تتقلص تلك الخلافات بحيث لا يتحول المأتم الواحد للعائلة الواحدة الى مآتم ثلاثة وفي حالات يصل الى أربعة مآتم. نظل نتمنى أن يعاد النظر في وتيرة الخطاب في العشرة الأولى من شهرمحرم الحرام والذي ظل يركز على الفجيعة ولا شيء غير الفجيعة على رغم أنها عنصر لا يمكن إهماله، الا أنه ليس بمقدوره أن يبث وعيا مسئولا ويراكمه، كما أنه ليس بمقدوره أن يوجد استقبالا وفهما مغايرا للواقعة العظيمة والإستثنائية ليس في تاريخ العرب والمسلمين فحسب بل في التاريخ الإنساني. نظل نتمنى زوال واختفاء سلوكيات تبرز في مثل هذه الأيام. عليك فقط أن تراقب المراكز الرئيسية التي تستقطب المواكب الحسينية وخصوصا في العاصمة المنامة في مساء يوم العاشر من محرم، اذ الروائح الكريهة والنفايات في كل أرجاء العاصمة، فكم نحن في حاجة لأن نكرس سلوكا مختلفا في التعاطي مع إحيائنا لمثل تلك المناسبات، سلوكا لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عن القيم الكبرى للذكرى الخالدة التي جمعتنا على صعيد وتوقيت واحد. كم نحن بحاجة الى ثقافة المراجعة ومساءلة الذات وإعادة النظر في الكثير مما كرس من سلوكيات وتعاط طوال سنوات ظللنا فيها مخلصين في استقبالنا وتفاعلنا مع مثل هذه الذكرى ، الا اننا لم نك على درجة كافية من الإخلاص في مثل تلك المراجعة ومساءلة الذات
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 888 - الأربعاء 09 فبراير 2005م الموافق 29 ذي الحجة 1425هـ