العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ

قمة شرم الشيخ تعلن وقف العنف

شرم الشيخ، الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، حسين دعسة 

08 فبراير 2005

تعهد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي أمس في ختام قمة شرم الشيخ بوقف أعمال العنف تمهيدا لتنفيذ "خريطة الطريق". وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إيقاف أعمال العنف ضد الإسرائيليين أينما كانوا ابتداء من أمس، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أن "إسرائيل" ستكف في المقابل عن عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في كل مكان.

واتفق الجانبان أيضا على نقل المسئولية الأمنية في خمس مدن في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية وإطلاق سراح 900 معتقل فلسطيني على دفعتين 500 خلال أيام و400 بعد أشهر وفتح كل المعابر ووقف ملاحقة المطلوبين الفلسطينيين. واتفقا أيضا على إعادة المبعدين من بيت لحم إلى غزة. وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن مصر والأردن قررا إعادة سفيري بلديهما إلى تل أبيب، غير أن أبو الغيط لم يحدد موعدا لذلك.

ومن جانب آخر أبلغ مصدر مأذون "الوسط" أن الموافقة المبدئية للعاهل الأردني عبدالله الثاني على دعوة رئيس الوزراء إرييل شارون لزيارة "إسرائيل" التي وجهها إليه رسميا خلال قمة شرم الشيخ لن تشمل زيارة القدس المحتلة.


"حماس": نتائج القمة "مخيبة للآمال"... مصر والأردن يعيدان سفيريهما إلى "إسرائيل"

عباس وشارون يعلنان وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية

شرم الشيخ - محمد أبوفياض

اختتمت بعد ظهر أمس في منتجع شرم الشيخ المصري، القمة الرباعية التي ضمت الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، بإعلان عباس وقف إطلاق النار، وشارون وقف العمليات العسكرية.

وكان افتتح الجلسة العلنية الرئيس مبارك الذي شدد في خطابه على وجوب إقامة دولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وفقا لخطة "خريطة الطريق"، داعيا إلى حل قضايا الشرق الأوسط كافة ومن ضمنها التوصل إلى تسوية بين "إسرائيل" وسورية ولبنان.

وشدد مبارك في كلمته على أهمية التحرك في اتجاه تطبيق "خريطة الطريق"، مؤكدا على الدور الرئيسي للمجتمع الدولي واللجنة الرباعية في حماية المسيرة السلمية وذلك في المجالين الاقتصادي والسياسي. ووصف مبارك في كلمته الأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها إيجابية.

من جهته قال عباس إنه "اتفق مع شارون على وقف العنف ضد الإسرائيليين والفلسطينيين أينما كانوا وأن الهدوء الذي ستشهده أراضينا ابتداء من اليوم، هو بداية لحقبة جديدة وبداية للسلام والأمل. ما أعلناه اليوم، يمثل تنفيذا لأول بنود خريطة الطريق، التي أسستها اللجنة الرباعية، وخطوة أساسية مهمة، توفر فرصة جديدة كي تستعيد عملية السلام مسارها وزخمها، وكي يستعيد الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي الأمل والثقة في إمكان تحقيق السلام".

وبدوره، أعرب شارون عن أمله في أن ينجح الرئيس الفلسطيني في قيادة شعبه إلى قيام الدولة وقال: "علينا عدم الاكتفاء بوقف مؤقت لإطلاق النار، ولدينا فرصة كبيرة للسلام وعلينا ألا نضيع هذه الفرصة"، داعيا قادة المنطقة إلى الانفتاح من أجل السلام والتصدي لقوى العنف.

من جانبه وصف المتحدث باسم حركة "حماس" مشير المصري أمس نتائج قمة شرم الشيخ بأنها "مخيبة للآمال". وقال المصري لـ "يونايتد برس انترناشونال": "اعتقد انه وفق توقعات كل إنسان غيور على قضيته وعلى أسراه جاءت هذه القمة مخيبة للآمال، ولم تحمل جديدا، بل للأسف حملت بعض العبارات التي يمكن أن تطعن في مشروعية المقاومة الفلسطينية وخصوصا عندما يتم وصم المقاومة بالعنف وهذا مرفوض لدى شعبنا الفلسطيني".

وأضاف المصري "هذه القمة لم تحمل جديدا، فالعدو الصهيوني لم يغير شيئا على رغم بوادر حسن النية التي تقدم بها شعبنا الفلسطيني".

وبشأن خطاب الرئيس محمود عباس من موافقة الفلسطينيين على وقف لإطلاق النار قال المصري: "إن ما صرح به الأخ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن وقف إطلاق النار لا يعبر إلا عن موقف السلطة الفلسطينية، ولا يعبر عن مواقف القوى والفصائل، لأنه تم الاتفاق أن لا يتم إعلان أي موقف إلا بعد التشاور مسبقا مع قوى وفصائل شعبنا الفلسطيني".

وجدد المتحدث باسم "حماس" على موقف حركته من الهدنة وهو أنه "لا هدنة مع الاحتلال إلا بثمن حقيقي"، مشددا على شروط "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية للموافقة على وقف إطلاق النار وفي مقدمتها "إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية".

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن مصر والأردن قررتا إعادة سفيري بلديهما إلى تل أبيب، غير أن أبوالغيط لم يحدد موعدا لذلك. بينما أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير دعا رئيس السلطة الفلسطينية إلى زيارته في مزرعته الخاصة بالنقب "جنوب إسرائيل".

وفي السياق ذاته، تظاهر مئات المصريين أمس احتجاجا على زيارة شارون إلى مصر، وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في جامعة القاهرة وبلغ عددهم نحو ألف بشعارات معادية لشارون وأحرقوا أعلاما إسرائيلية. كما جرت تظاهرة شارك فيها عشرات الصحافيين في مقر نقابتهم وسط القاهرة وقاموا خلالها باعتصام لمدة ساعتين احتجاجا على زيارة شارون لمصر.

حكومة فلسطينية جديدة

وفي سياق آخر، ذكر مسئول كبير في حركة "فتح" أمس لوكالة "فرانس برس" انه سيتم إعلان حل الحكومة الفلسطينية الحالية وإعلان حكومة جديدة فور عودة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والوفد المرافق من شرم الشيخ.

وتوقع هذا المسئول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن يتم "غدا أو بعد غد" إعلان حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي أحمد قريع.

بينما أعلن مدير مكتب رئيس الوزراء أحمد قريع، حسن أبولبدة، أمس أن "إسرائيل" ستسلم الفلسطينيين شئون الأمن في خمس مدن في الضفة الغربية خلال "ثلاثة أسابيع على الأكثر".

وفي موضوع آخر، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس أمرا احترازيا كانت أصدرته في وقت سابق يقضي بمنع مواصلة أعمال بناء جدار الفصل العنصري في مقاطع مختلفة بين شمال غرب القدس ومستوطنة "موديعين".


500 أسير فلسطيني يضربون احتجاجا على "شرم الشيخ"

رام الله - الوسط

بدأ نحو 500 أسير فلسطيني يقبعون في سجن "أوهالي كيدار" في بئر السبع الإسرائيلي، أمس، إضرابا عن الطعام احتجاجا على انعقاد قمة "شرم الشيخ" قبل التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراحهم.

وكان الأسرى، المحكومون لفترات سجن طويلة، أبلغوا إدارة السجن نيتهم عدم قبول الوجبات الثلاث المقدمة إليهم أمس على خلفية القمة، وأمر مأمور مصلحة السجون، يعقوب غانوت، برفع حال التأهب إلى أعلى درجة في السجون الـ 24 التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون، وأمر جهاز الاستخبارات التابع إلى السجون بجمع معلومات لمنع أي إمكان لمس بطواقم السجون وبالنظام العام

العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً