ارتفعت وتيرة حزمة الضغوط المسلطة على منطقة "الشرق الوسط الكبير" - وفق التقسيم الأميركي - خصوصا مع خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في حال الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس الذي لم يخل من المشاهد المؤثرة العاطفية لكسب قلوب وعطف الجماهير الغربية بالدرجة الأولى والعربية آخرا، حينما تعانقت أسرة جندي أميركي مقتول في العراق مع الناشطة العراقية صفية طالب السهيل وكان والدها أحد ضحايا القتل من قبل حاشية زمرة الرئيس المخلوع صدام حسين. هذا المشهد كان تأثيره مشحونا بنبرة عاطفية طغت على أجواء ربما حتى على خطاب بوش وربطه بين التضحية لأجل الوصول للحرية المعهودة على يد الاحتلال الأميركي وانطلاقة لخطة رفضه تحديد حتى جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق.

جلست السهيل بالقرب من السيدة الأولى لورا بوش وهي تحيي جمهور قاعة الكونغرس على مختلف توجهاته الجمهورية والديمقراطية وهي ترفع إصبع السبابة ملونة بحبر التصويت في الانتخابات العراقية التي وافقت يوم 03 يناير/كانون الثاني الماضي.

جاء المشهد المؤثر ليطلق زفير بوش وإعلان سياسته المقبلة ليقول للعالم من خلال السهيل ومعاناتها نتعهد نحن الولايات المتحدة بحماية الشعوب المقهورة والدفع بها لنيل حريتها خصوصا حينما انطلق كعادته لانتقاد الجمهورية الإسلامية ووجه دعوة للشعب الإيراني بالصبر لأجل بلوغ حريته وفقا لما يزعمه.

يا ترى إلى أين يرسي منهج السياسة الخارجية لبوش خلال الأيام المقبلة خصوصا حينما تمسك بعنصر الشعب وكأنه المتحدث الرسمي باسم شعوب العالم على اختلاف أصنافه وأيدلوجياته ليرسم لهم لون الحرية المعهودة من قوات أميركية تتغلغل شيئا فشيئا في صلب ديارنا ومحط وجودنا لكن بالتمازج فقط مع ثقافة الأجنبي أي "العسكرية" واعتبار العراق نموذجا نسير على منواله والاقتداء بالديمقراطية الوليدة فيه سواء كانت الآنية أو العاجلة أو الآجلة