العدد 883 - الجمعة 04 فبراير 2005م الموافق 24 ذي الحجة 1425هـ

نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الكويتي يستقبل المعزين في الحسينية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، وأجمل منه أن يعيش لأجل هذا الوطن.

هكذا أرادها المواطن علي عبدالمحسن بوحمد... شاب في مقتبل العمر، عاش سنين وهو يتربى على حب الوطن متدثرا بترابه عندما كان صغيرا، وتجلبب به أيضا عندما ارادته الأرض وتوسم في عينيه انقاذها.

وهكذا هي الأيام تثبت ان الأوطان تبنى وتغذى من أبناء جلدتها من الذين زرعوا فيها، وها هي الكويت تشهد موقفا وطنيا لأحد أبنائها.

مازالت حسينية بوحمد في الكويت تضج بالبكاء حزنا على فراق علي، وتحولت الحسينية الى مكان تخاله احتفالا عسكريا ورسميا لكثرة المعزين من ضباط ورجال أمن ومسئولين هرعوا جميعا لتعزية عائلة الشهيد. وهي صورة جميلة للوحدة الوطنية في أجمل صورها عندما يتلاقى كل أطياف الوطن متضامنين للمواساة وللدفاع عن الوطن.

شيعت الكويت الرقيب أول علي بوحمد الى مثواه الأخير وحضر مراسم التشييع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وعدد من أعضاء مجلس الأمة ووكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان والوكلاء المساعدون وعدد من كبار المسئولين في الدولة وأهالي الشهيد وجمع غفير من المواطنين.

وقف وزير الداخلية الشيخ نواف في الحسينية يستقبل عزاء المعزين كأي واحد من أسرة الفقيد، وقال الشيخ نواف للصحافيين: "إن الشهيد علي أحد أبنائنا المخلصين الذين نفتخر بهم"، والتحق مع اخوانه الشهداء بعدما أدى واجبه الوطني واستشهد دفاعا عن أمن بلده". وأضاف "ان الكويت بأسرها تفتخر بهؤلاء الشجعان وبطولاتهم".

وفي مشهد تراجيدي بدا والد الشهيد مقعدا على كرسي متحرك لم تسعفه قواه على النهوض بسبب هول المصاب فقد تلقى النبأ باستشهاد ابنه عندما كان في مشهد، اذ كان في جوار ضريح الإمام الرضا "ع". يقول رضا شقيق الشهيد: "عزاؤنا الوحيد انه قضى نحبه دفاعا عن حياض الوطن. والكويت قاطبة شاركت بعزائه". الشهيد علي أيضا عرف بين أصحابه واشتهر بمواقفه عند احتلال الكويت من قبل نظام صدام، وكان أهله عندما يودعونه يودعونه وداع مفارق. وكان من المعزين سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم الصباح، اذ ارسل برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الشهيد ضمنها بالغ تأثره بفقد أحد أبطال رجال الأمن الذي قدم حياته فداء للوطن".

الشهيد مع اخوته يعملون في وزارة الداخلية واحد اخوته يعمل ضابطا، فالعائلة عرفت في الكويت بحبها الوطني في الدفاع عن الوطن.

هكذا هي الكويت شعبا وحكومة تعطي صورة مشرقة للمواطنين الذين يعملون جميعا في صف واحد مواطنين وضباطا وشرطة ورجال أمن في الداخلية وفي الحرس الوطني والدفاع متصلة بالمؤسسات المدنية من وزارات وشركات... وكلها تعمل جميعا للدفاع عن الوطن ساعة تعرضه لأي تهديد وخطر.

كم كانت الصورة معبرة عن وحدة وطنية عندما يقف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في الحسينية وهو يستقبل المعزين. من المفارقة العجيبة ان هناك بحرينيين كثرا يعملون في الجيش الكويتي وليس في البحرين.

ويبقى سؤال مهم: كم شاب في البحرين يتمنى ان يوفق للعمل في الداخلية والدفاع والحرس ليقدم صورة جميلة مثل صور علي بوحمد فداء للبحرين. أملنا ان يتغير الواقع وتذوب الفوارق

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 883 - الجمعة 04 فبراير 2005م الموافق 24 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً