تفتتح في العاصمة السعودية "الرياض" اليوم أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب هذه الظاهرة النشاز التي اقترنت زورا بالإسلام. ويعالج المؤتمر إضافة إلى المشكلة التي طالما عانت منها المملكة السعودية والدول المجاورة، قضيتين أخريين على علاقة بالموضوع نفسه هما تبييض الأموال وتهريب المخدرات والسلاح. ويفترض أن يلقي الاجتماع الضوء على مفاهيم الإرهاب ومسبباته والتطورات التاريخية والفكرية والثقافية المغذية لجذوره.

إن هذا الحدث يأتي ضمن سلسلة من الجهود التي ترد بها الرياض على الاتهامات الباطلة التي تتعرض لها بين الحين والآخر بأنها لا تبذل ما يكفي لمحاربة الإرهاب. وما بوسعها أن تعمل المملكة أكثر من أن تواجه قواتها المتطرفين الذين لم يتدربوا سوى على القتل والتدمير وبأية وسيلة وإن كانت أجسادهم وبطرق لم يعرفها التاريخ في المكر والتدليس. وتحملت موازنة الدولة نفقات الاستعدادات الأمنية الدائمة لمواجهة هذا الخطر الذي لا يفرق بين بريء ومذنب وذلك من أجل تأمين ممتلكات وسلامة المواطنين والمقيمين والقاصدين إلى الأراضي المقدسة الذين لا يتوقف تدفقهم طوال العام.

لقد حاول الكثير من المغرضين في الولايات المتحدة تشويه صورة الإسلام بأنه دين عنف، والسعودية بأنها تغذي الإرهاب بالأموال وذهبوا إلى أكثر من ذلك بأن الرياض هي التي أرسلت العناصر التي هاجمت نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على رغم نفيها مرارا وتكرارا. لكن في الأسابيع القليلة الماضية شهد شاهد من أهلها حينما برأ قاضي أميركي ساحة المسئولين السعوديين من أي تورط في تمويل الإرهاب كما أننا نعلم أن المملكة لم تكن يوما ما ضمن القائمة الداعمة للإرهاب لدى الخارجية الأميركية. ولا ننسى هنا جهدا آخر يصب في خانة الانفتاح السياسي وحلحلة المشكلات الداخلية ألا وهو إجراء الانتخابات البلدية بدءا من الخميس المقبل. كل هذه المساعي ينبغي للمجتمع الدولي تثمينها وتشجيعها وشجب كل الأصوات التي تصفها بأنها إجراءات سطحية أو حملة علاقات عامة وما إلى ذلك من الخزعبلات، "فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" "الرعد: 16"