يلتئم في البحرين اليوم، الخامس من هذا الشهر، الملتقى الحادي عشر للقطاع الخاص والمعرض التجاري العاشر للبلدان الإسلامية. بادرة طيبة أن تستضيف البحرين مثل هاتين الفعاليتين: الملتقى، والمعرض. فهذا يعني أن البحرين تستضيف رقعة جغرافية ذات ثقل سياسي لا يستهان به تشمل الدول الإسلامية التي بات لها حضور ملحوظ ومتزايد في المحافل السياسية الإقليمية والدولية، وتحتضن كتلة مالية واستثمارية هائلة ذات حصة عالية في التجارة البينية العالمية، الأمر الذي أرغم الاستثمارات العالمية على اللهث وراء أموالها والوقوف في طوابير الانتظار التي تطرق أبواب أسواقها في آن.
لكن احتضان الفعالية شيء، وتحقيق الفائدة القصوى منها شيء آخر تماما. فلكي تستفيد البحرين شعبا واقتصادا وحضورا سياسيا من خلال هذا اللقاء والمعرض، فقد كان من المتوقع أن نشهد الخطوات الآتية:
1- أنشطة ترويجية راقية تسبق انعقاد هذا الملتقى والمعرض. والمقصود بهذه الأنشطة ليس مجموعة من اللوحات الإعلانية في الشوارع، أو لحظات إعلانية تسبق نشرات الأخبار في محطات محدودة الأسواق. المطلوب أكثر من ذلك بكثير. على سبيل المثال لا الحصر: القيام بجولة - في دول مجلس التعاون على أقل تقدير - لجذب الاستثمارات والشركات للمشاركة في هذين اللقائين.
2- الترويج الداخلي: بمعنى عقد مجموعة من اللقاءات والندوات وورش العمل المصغرة التي تروج للفعاليتين في صفوف المستثمرين المحليين، فحتى يوم انعقاد المؤتمر كانت دائرة العارفين به محدودة، وأضيق منها تلك التي تشمل من لديهم خطة محددة للاستفادة القصوى من حادث ضخم كالذي ستحتضنه المنامة.
3- الاستعداد لما بعد الفعالية: وما نأمله هنا أن يكون لدى من هم وراء عقد وتنظيم هذه الفعالية فكرة واضحة للاستفادة من مرحلة ما بعد المعرض، أما من خلال تشكيل لجنة متابعة أو تحويل المنتدى والمعرض إلى فعاليتين متكررتين في المنامة.
بالمقابل وعلى نحو مواز تنبغي الإشارة إلى ما لا نريد أن نراه أثناء وبعد الفعالية. آخر ما نريد أن نشهده هو تحول هذه الفعالية إلى مادة إعلامية محدودة الأفق همها الأساسي الإشادة بالفعالية ذاتها، وتحويلها، بحد ذاتها، إلى مكسب اقتصادي. حينها تتحول تلك الفعالية من وسيلة إلى غاية. وتنحرف من دورها كرافد لأداء الاقتصاد الوطني إلى مادة إعلامية ممجوجة غير مقروءة تتصدر صفحات الصحف اليومية ونشرات الأخبار الرسمية.
ما ينبغي لنا أن ندركه جميعا أن فعالية مثل هذه الفعالية الضخمة ينبغي أن تتحول إلى أحد لوالب آلة الاقتصاد الوطني، وتمارس دورها الإيجابي في تطوير فرص الاستثمار فيه، وتشرع أبوابه أمام الرساميل الإسلامية الباحثة عن مثل تلك الفرص، وعلى نحو مواز تفتح فرص الاستثمار أمام الرأس مال المحلي المحصور في سوق ضيقة غير مفتوحة كي يستنشق هواء الاستثمار الصحي في الأسواق الإسلامية التي ستشارك في الملتقى والمعرض. وكما أصبح الجميع يعرف أن المعارض وحدها لا تنعش اقتصادا غير مؤهل للاستفادة منها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 883 - الجمعة 04 فبراير 2005م الموافق 24 ذي الحجة 1425هـ