بعد الخسارة التي تلقاها منتخبنا الوطني الأول للكرة من الفريق الياباني في المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم والتي ستقام في جنوب إفريقيا 2010، صار الأحمر الآن خارج حسابات البطاقتين الأولى والثانية وأمام مفترف طرق حاسم للبطاقة الثالثة في المجموعة، والتي يتنافس عليها إلى جانب منتخبنا المنتخبان القطري والأوزبكي اذ حصدوا 4 نقاط ولكن فارق الأهداف سيحدد بشكل كبير عند تعادل هذه الفرق بالنقاط. الآن للفريق الأوزبكي (-1) من الأهداف ولمنتخبنا (-2) وللفريق القطري (-8)، وبالتالي مازال الأمل يحدو منتخبنا ولكن بشرط الفوز في مباراتي أوزبكستان وقطر، وغير ذلك لن يكون الباب مفتوحا لنا وخصوصا أن المباراتين ستقامان على أرضنا وبين جماهيرنا. لن نتحدث عن خسارة المنتخب من الفريق الياباني، ولكننا سنحاول ان نسلط الضوء على مباراة قطر المهمة يوم الأربعاء المقبل في موقعة الاستاد الوطني.
هذه المباراة تحتاج إلى تهيئة خاصة من النواحي الفنية والنفسية ولابد من الاستفادة من وضعية الفريق القطري بعد خسارته الساحقة من الفريق الأوزبكي بعد أداء باهت ومفتوح وبروح انهزامية وغياب الهوية الفنية والتكتيك، وبالتالي لابد من وضع اليد على الجرح حتى نستطيع تخطي هذه المحطة الصعبة. منتخبنا عانى كثيرا من انفتاح مركز الارتكاز (المحور) وأعطى الفريق الياباني الفرصة في الوصول لمنطقة جزائنا، ما جعل الخط الخلفي يتحمل العبء الأكبر في التصدي للكرات الهجومية لليابانيين متسلحين بالروح القتالية التي كانت السمة البارزة في تلك المباراة.
أمام قطر نحتاج إلى الروح القتالية ولكن نحتاج أيضا إلى الجانب الفني الذي غاب عن مباراة اليابان وخصوصا في الجانب الهجومي. ونحتاج إلى اللاعب المحور بدلا من محمد سالمين الذي نحتاجه في الثلث الأخير كصانع ألعاب، وطبيعة سالمين التحرك على مساحات الملعب والتوجه إلى الهجوم بشكل مستمر ما يجعل المحور (الارتكاز) فارغا. أيضا نستغرب إشراك جون وهو بهذا المستوى المتدني والذي لم يستفد منه الفريق طوال الـ 90 دقيقة من عمر مباراة اليابان، وبالتالي على ماتشالا أن يشرك في الهجوم اثنين من المهاجمين المؤثرين بدلا من ضياع الوقت وضياع تبديل نحن في أمس الحاجة له.
مدرب الفريق القطري ميتسو يمر بظروف ضغط صعبة من قبل الإعلام القطري والجماهير هناك إلى درجة أن الجميع اتفق على إقالته، ولكن الأيام القليلة جدا التي تعقب مباراة أوزبكستان قد تؤخر هذا القرار إلى ما بعد مباراة منتخبنا ان خسر المباراة. هذه الوضعية يجب علينا الاستفادة منها عبر القراءة السليمة لإمكانات الفريق القطري واللعب بجدية تامة بعيدا عن الاستهتار والاستهزاء؛ لان مباريات الكرة لا تعترف إلا بالأهداف إن أراد أي فريق الفوز.
لابد من احترام العنابي ووضعه في خانة الفرق القوية والصعبة لخصوصية لقاءاتنا معه في المشوار الخليجي والآسيوي والعالمي. ومعرفة مواطن الخطورة والضعف لديه وعدم إعطائه الفرصة في اقتحام منطقتنا بأية وسيلة تكون. إلى كل اللاعبين من نجومنا انكم أمام امتحان كبير وصعب وروحكم القتالية العالية هي التي ستكون الفيصل والحاسمة في خطف نقاط مباراة قطر... العبوا باسم البحرين وبإخلاصكم وتفانيكم المعهود عنكم لتترجموا ذلك التألق بالفوز بإذن الله.
تذكروا جديا أن جماهيرنا ستكون معكم يوم الأربعاء فلا تخذلوها ولا تجعلوها تخرج حزينة، بل ارفعوا رؤوسكم ورؤوسها بأن تخطفوا الفوز من فم العنابي القطري.
وفقكم الله يا أولاد بلادي في موقعة الأربعاء المهمة والصعبة.
المدرب الوطني اختصاصي التحليل الفني والخبير في «الدارت فش» بالحاسوب الآلي محمود فخرو يتلقى الكثير من العروض المغرية من قبل الأندية الخليجية ليكون معها في التحليل الفني المذكور ليكون سندا للأجهزة الفنية هناك، بعدما اكتشفوا أن هذا المدرب الوطني وتلك الكفاءة الوطنية تحمل في طياتها الكثير من المعلومات المهمة على هذا الطريق.
فخرو ليس خبيرا فقط في «الدارت فش» وإنما كفاءة علمية في التدريب وخصوصا للفئات العمرية اذ يحمل المنهج العلمي في التدريب بكل محتواه لهؤلاء الصغار.
عندما تتحدث مع هذه الكفاءة عن تدريب الصغار وكيفية إعدادهم وتدريبهم تجد في صدره كنزا من المعلومات المهمة المتجددة دائما، ما يعطيك الانطباع بأن البحرين مازالت تمتلك الفكر الكروي الكبير والذي يحتاج لمن يرعاهم ويهتم بهم قل ان تهاجر هذه الطيور إلى الخارج من دون أن نشم رؤاهم التدريبية في صالح الوطن والكرة المحلية.
لا ندري لماذا تتجاهل المؤسسة العامة للشباب والرياضة هذه الكفاءة، بل الغريب أن الأندية المحلية تتجاهل خاصيته التدريبية وتخصه فقط بالتحليل الفني «للدارت فش» مع أنه كفاءة عالية في التدريب، من دون أن يتقدم أي نادٍ لنيل خبرة هذا المدرب الكبير قبل أن يرحل عن أرض الوطن ليضع لمساته التدريبية وخبرته للأندية الخليجية.
نعود إلى المؤسسة العامة ولا ندري لماذا تتجاهله وهي تعلم جيدا بأحقيته وتمرسه الكبير في الناحيتين التدريبية والتحليلية. هل ان المؤسسة العامة تنتظره يهاجر ومن ثم تتأسف بحسرة على عدم الاستفادة من هذه الكفاءة، كما كان الوضع مع المدرب الوطني حسن الصباح الذي هو الآن مع الاتحاد الآسيوي يعطي من كفاءته البحرينية.
لا ندري هل ان الخلاف على أمر ما يحول دون أن ينال فخرو نصيبه من خدمة وطنه بالعقود المناسبة بعيدا عن السخرية والاستهزاء بهذه الكفاءة المشهود لها.
نحن نناشد المؤسسة العامة وعلى رأسها الرئيس الشيخ فواز بن محمد آل خليفة النظر بعين الاهتمام والاعتبار بالكفاءة الوطنية المعروفة خليجيا والمدرب الوطني محمود فخرو بالتعاقد معه كمحاضر في التحليل الفني؛ لأنه مختص في ذلك، والاستفادة من خبرته، ولكن نشدد على أن يكون العقد معه مناسبا وحافظا لحقوقه من دون تقصير كما هو الحال مع أي أجنبي. وفخرو أحق بما يقدم لغير البحريني. نأمل أن نرى فخرو معنا نغرف من خبرته لتستفيد منها أجيالنا الكروية والرياضية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2397 - الأحد 29 مارس 2009م الموافق 02 ربيع الثاني 1430هـ