ربما أن الأهم من القمة العربية, حضور هذا الزعيم العربي أو عدم حضوره هو أن العاصمة القطرية (الدوحة) ستحتضن أيضا أعمال القمة العربية الثانية مع دول أميركا الجنوبية يوم غد (الثلثاء). هذه القمة التي تعتبر سابقة في إطار العلاقات العربية مع هذه الدول التي لطالما وقفت مع القضايا العربية ودعمتها ولاسيما القضية الفلسطينية.
أهمية القمة تكمن في تصدرها قضايا رئيسية leg علاقات التعاون الثنائية، تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية بين الجانبين، وبناء تعاون إقليمي وعلاقات سياسية خارج نطاق الأقطاب التقليدية المعروفة. فلقد وجدت الشعوب العربية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة أن هناك من الشعوب والحكومات من يقف مع الشعب الفلسطيني، وبدت خطوات بعض الحكومات الأميركية اللاتينية أفضل بمرات عديدة من مواقف حكومات عربية كان يتوقع أن يكون دورها أفضل مما رأينا؛ إذ بادرت بعض الدول الأميركية الجنوبية بقطع علاقاتها مع «إسرائيل» وشهدت عواصم تلك البلدان مظاهرات حاشدة وغاضبة ضد «إسرائيل» وشارك بعض من تلك الدول في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير الذي عُقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر.
وكالة الأنباء السعودية أشارت إلى أن القمة بين العرب وأميركا اللاتينية ستبحث إنشاء آلية مشتركة للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ورجال الأعمال في البلدان العربية ودول أميركا الجنوبية، ونقلت مصادر عن وزير الخارجية الفنزويلي قوله إن بلاده ستقترح على المجتمعين إنشاء صندوق استثماري ووضع آليات تمويل جديدة لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية، فضلا عن آليات التنمية الصناعية والتكنولوجية. ويتوقع أن يكون هناك حضور عالي المستوى من قبل الجانب الأميركي الجنوبي للقمة؛ إذ إن هناك رؤساء أميركيين جنوبيين كثيرين أكدوا حضورهم مثل رؤساء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وبيرو والإكوادور وبوليفيا ونائب رئيس كولومبيا... ويقول مدير إدارة الأميركتين في جامعة الدول العربية إبراهيم محيي الدين إن القمة ستكون فرصة لانطلاقة جديدة للتعاون وبناء علاقة استراتيجية بين الإقليمين بعد النقلة النوعية التي شهدتها منذ عقد القمة الأولى في العاصمة البرازيلية (برازيليا) في مايو/ أيار 2005 والتي جمعت الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية (وعددها 22) ودول أميركا اللاتينية (وعددها 12 دولة).
من المؤسف له أن بعض الدول العربية سيكون تمثيلها منخفضا في القمة العربية - اللاتينية، والمشكلة أن الذين يتنادون بالتضامن العربي لا يمارسونه بشكل يلبي التطلعات المستقبلية لمنطقتنا العربية ولا حتى أبسط طموحات المواطن العربي.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2397 - الأحد 29 مارس 2009م الموافق 02 ربيع الثاني 1430هـ