عاد الى البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يرافقه رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عصر أمس قادما من أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة بعد زيارة رسمية أجرى خلالها مباحثات مع رئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تناولت العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
هذا وعقدت في قصر البطين بأبوظبي ظهر أمس جلسة المباحثات الرسمية بين البلدين أكد خلالها العاهل "عمق ومتانة هذه العلاقات التي تدعمت وتوثقت منذ عهد المغفور لهما بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما".
وأكد بيان مشترك صدر بعد انتهاء جلسة المباحثات "دعم اللجنة المشتركة بين البلدين وتفعيل آلياتها في مجالات التنسيق والتعاون المختلفة". كما أكد البيان مواقفهما السابقة في "حق سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى".
أبوظبي - منصور الجمري
تطرق وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة إلى الوضع البحريني في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية على هامش الزيارة الرفيعة المستوى التي قامت بها القيادة السياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فأشار إلى مسئولية الصحافة في محاربة "الفكر المتطرف"، منتقدا الجمعيات السياسية بمناقضة مواقفها "هم يقاطعون وفي الوقت نفسه يودون أن يكونوا لاعبين وموجهين للعملية السياسية. وهذا غير واقعي".
وتحدث الوزير عن الزيارة وقضايا تتعلق بالشأن العام فأشار إلى أن اللجنة المشتركة بين الامارات والبحرين ستجتمع في المنامة الشهر المقبل لبحث توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والاستثمار بين البلدين والسعي لتنفيذ متطلبات المواطنة الخليجية.
وبشأن اتفاق التجارة الحرة ذكر وزير الخارجية أنه تم تحويله إلى اللجنة المالية والاقتصادية التابعة إلى مجلس التعاون الخليجي و"نأمل أن يتوصل الجميع إلى تحقيق ذلك، وعليه فإن الاشكالات تتضاءل". وذكر الوزير أن البحرين ستشهد في ابريل/ نيسان المقبل زيارة 25 وزير خارجية أوروبيا وسينضم إليهم ستة وزراء خارجية من دول مجلس التعاون "بهدف الوصول إلى اتفاق مشترك". وعن جسر المحبة بين قطر والبحرين أكد الوزير استكمال "التصميمات الهندسية" وستعرض على الاجتماع في الشهر المقبل بين ولي عهد البحرين وولي عهد قطر. وأعلن وزير الخارجية تأييد المملكة للانتخابات التي جرت في العراق مذكرا الذين يريدون إخراج الاحتلال "أن يكونوا مشاركين في العملية السياسية". وأشار إلى الدور المميز الذي تلعبه البحرين وخصوصا بالنسبة إلى عقد مؤتمر "منتدى المستقبل" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في المنامة وتوقع مشاركة نحو 30 دولة في أعماله. ونفى علمه بأن تقوم أميركا بضرب إيران طالبا أن تحكم وكالة الطاقة الدولية في الأمر و"تقوم بدورها وتبعد أية مجابهة".
المحرق، أبوظبي - بنا
عاد عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يرافقه رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة؛ عصر أمس قادما من أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة بعد زيارة رسمية أجرى خلالها مباحثات مع رئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تناولت العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والقضايا السياسية التي تشهدها الساحتان الاقليمية والدولية اضافة الى المسائل موضع الاهتمام المشترك.
هذا وعقدت في قصر البطين بأبوظبي ظهر أمس جلسة المباحثات الرسمية بين عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة. اذ تم خلال الجلسة استعراض العلاقات الاخوية المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وما يشهده التعاون بينهما من تقدم وتطور في الكثير من المجالات. واكد العاهل "عمق ومتانة هذه العلاقات التي تدعمت وتوثقت منذ عهد المغفور لهما باذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما والتي تزداد عمقا ورسوخا بفضل رغبة البلدين الشقيقين في تطويرها وتوثيقها على مختلف الاصعدة والعمل على تحقيق تطلعات شعبيهما نحو مزيد من التقدم والتطور وتدعيم العمل الثنائي المشترك".
ونوه العاهل بالدعم المتواصل من دولة الامارات لمملكة البحرين والذي يعكس عمق ومتانة العلاقات الاخوية التاريخية الوثيقة المتميزة القائمة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين ورغبة البلدين الصادقة في تطوير هذه العلاقات وتنميتها في المجالات كافة.
كما اشاد بالدور المهم الذي تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة صاحب السمو رئيس دولة الامارات في خدمة القضايا العربية ونصرتها في جميع المحافل.
من جانبه عبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن ترحيبه بزيارة جلالة الملك المفدى لبلده الثاني دولة الامارات، مشيدا بالعلاقات البحرينية الاماراتية والتي تشهد تقدما وتنسيقا وتكاملا على الاصعدة كافة.
كما تناولت المباحثات المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وما قطعه التعاون المشترك بين دول المجلس من مراحل متقدمة في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وغيرها من المجالات. وتم تبادل وجهات النظر عن آخر المستجدات والتطورات الراهنة على المستويين الاقليمي والدولي وخصوصا الاوضاع في العراق والقضية الفلسطينية بالاضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
... ويزور الشيخ مبارك آل نهيان
قام عاهل البلاد المفدى يرافقه رئيس الوزراء بزيارة إلى سمو الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان في قصره في منطقة البطين بابوظبي اذ تم خلال الزيارة تبادل الاحاديث عما يربط البلدين الشقيقين من علاقات اخوية متميزة.
... ويتفقد قصر الإمارات الجديد
قام عاهل البلاد المفدى يرافقه رئيس الوزراء ووزير شئون المجلس الاعلى ومجلس التعاون رئيس بعثة الشرف الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي واعضاء الوفد المرافق صباح أمس بزيارة الى قصر الامارات الجديد.
وقد قام جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء بجولة في ارجاء القصر. كما اطلعا على جناح البحرين في القصر والذي يعد أحد أرقى وأفخم المنتجعات ومراكز المؤتمرات في المنطقة ويتميز بالاصالة العربية. ويجمع قصر الامارات روعة التصميم والجودة في الخدمات. اذ تم تجهيز القصر بأحدث التقنيات وأرقى الخدمات لتلبية جميع احتياجات ضيوفه وأدق تفاصيل متطلباتهم الشخصية.
وقد ابدى العاهل اعجابه بهذا الصرح الحضاري المتميز الذي سيضيف لبنة جديدة في مسيرة النهضة التنموية والحضارية التي تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. كما انه يأتي في سياق اهتمام دولة الامارات بتنشيط دورها الاقتصادي والسياحي في المنطقة متمنيا جلالته للقائمين على هذا المعلم كل التوفيق والنجاح. هذا وغادر جلالة عاهل البلاد المفدى يرافقه سمو رئيس الوزراء ابوظبي بعد ظهر أمس.
هذا وقلد الملك المفدى رئيس دولة الامارات العربية وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده الطيبة في دعم علاقات البلدين الشقيقين. ثم قلد سمو رئيس دولة الامارات جلالته وسام زايد تقديرا لدور جلالة العاهل المفدى في توثيق العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين. كما قلد سمو رئيس دولة الامارات سمو رئيس الوزراء وسام الاتحاد.
أبوظبي - منصور الجمري
على هامش الزيارة رفيعة المستوى لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لدولة الإمارات العربية المتحدة التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة رؤساء تحرير الصحف البحرينية وتحدث عن الزيارة وعدد من قضايا الشأن العام، وفيما يأتي جانب مما جاء في الحوار.
كيف تنظر القيادة البحرينية إلى قيادة دولة الإمارات وما هي طبيعة المباحثات بين الجانبين؟
- هذه الزيارة تاريخية، وهي أول زيارة رسمية للامارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهي تؤكد متانة وعمق العلاقات بين البلدين، وهي علاقة نشأت منذ عهد طويل. ان سياسة الملك تعتمد على ترسيخ العلاقات وتوطيدها من خلال زياراته الاخوية وتثبيت ما هو قائم وتطويره إلى الافضل والبناء عليه على اساس تقوية المحبة والاخوة والتأكيد على ما سبق.
لدينا اللجنة المشتركة بين البلدين وهي التي تبحث جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك وستجتمع في البحرين الشهر المقبل برئاسة وزيري خارجية البلدين.
اننا واثقون من ان سياسة سمو الشيخ خليفة بن زايد هي نفسها سياسة المغفور له سمو الشيخ زايد، وهي توجهات تضمنت علاقات مميزة بين البلدين. كما ان جلالة الملك يؤكد على الصلات الشخصية ويعمل دائما مع اخوانه قادة مجلس التعاون ان تتطور العلاقات في اتجاه يخدم مجلس التعاون... ان رئاسة مجلس التعاون لهذا العام لدى جلالة الملك حمد، وهو يتحرك على اساس التوفيق بين الآراء واستخلاص التوجهات التي تصب في صالح الدول الشقيقة.
مباحثاتنا الرسمية ستشمل مختلف القضايا الدولية والاقليمية وما يخص البلدين كما يوضح ذلك البيان الختامي للزيارة، ونحن نعمل ضمن منظور مشترك وتصور مشترك لما يواجهنا في المنطقة.
كما تلاحظون فإن تشكيلة الوفد البحريني غير عادية، فهي تحتوي على الملك ورئيس الوزراء وعدد من كبار مسئولي ومستشاري الدولة وذلك لأن الزيارة تاريخية تهدف إلى تأكيد ما هو قائم بين الامارات والبحرين.
ما هي القضايا التي تناولتها المباحثات؟
- ان كثيرا من العلاقات الثنائية تتناولها اللجنة المشتركة، وعليه فإن المباحثات التي جرت بين جلالة الملك وسمو رئيس دولة الامارات يتم الاتفاق عليها وتحول إلى اللجنة المشتركة وهي تشمل توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والاستثمار بين البلدين اضافة إلى مناقشة الافق السياسي والسعي لتنفيذ متطلبات المواطنة الخليجية، وغيرها من الموضوعات.
هل سيتطرق النقاش إلى موضوع "اتفاق التجارة الحرة" الذي اثار بعض الاشكالات خلال اجتماعات قمة مجلس التعاون في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في المنامة؟
- هذا الموضوع تم تحويله إلى اللجنة المالية والاقتصادية التابعة لمجلس التعاون الخليجي. ولكن تجدر الاشارة إلى ان كل الدول الخليجية تسعى حاليا إلى التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة ونأمل ان يتوصل الجميع إلى تحقيق ذلك، وعليه فإن الاشكالات تتضاءل.
ان موضوع توقيع التجارة الحرة بين اميركا وكل دولة على حدة مطروح منذ فترة، ولدينا خبرة أخرى مع الاتحاد الأوروبي وحواراتنا تتم على اساس جماعي، 25 دولة أوروبية مقابل ست دول خليجية، والجولة القادمة ستعقد في البحرين في ابريل/ نيسان المقبل. وإحدى الملاحظات على هذه المباحثات انها طالت وتأخرت نحو 15 عاما، وهذا يعني ايضا ان الحوارات مع اميركا ستطول لو كانت على الطريقة نفسها. مع الاسف إن الحوار مع أوروبا بشأن التجارة الحرة تأخر كثيرا وهو ما دفع بالاتجاه الآخر، ونحن عبرنا عن عدم ارتياحنا لهذا التأخير مع الاتحاد الأوروبي، وسيزورنا 25 وزير خارجية أوروبيا في المنامة في ابريل المقبل وسينضم إليهم ستة وزراء خارجية من دول مجلس التعاون، والمباحثات ستستمر بهدف الوصول إلى اتفاق مشترك، ولكن الطريق لاتزال طويلة.
سمعنا منذ فترة عن النية لإقامة جسر بين قطر والامارات، وهناك الحديث المستمر عن جسر بين البحرين وقطر، فإلى أين تسير هذا المباحثات؟
- بالنسبة إلى جسر بين البحرين وقطر فإننا خطونا خطوات وأكملنا التصميمات الهندسية، وهذه ستعرض على الاجتماع المقبل الذي يجمع ولي عهد البحرين مع ولي عهد قطر الشهر المقبل.
وفي حال تم الاتفاق على التصميمات الشهر المقبل فالأمل هو ان تتشكل هيئة تنفيذية مشتركة بين البحرين وقطر لادارة المشروع والاشراف على تنفيذه ووضع الموازنات والخطط. إننا إذا عند مرحلة الاتفاق على التصميم ومن ثم تأسيس الهيئة المشرفة على تنفيذ المشروع، واعتقد اذا سارت الامور كما ينبغي فإن الفترة الزمنية التي سيستغرقها انشاء الجسر هي ثلاث إلى أربع سنوات.
كيف تنظر إلى واقع الصحافة البحرينية؟
- صحافتنا المحلية متطورة وتتمتع بحرية تعبير عن الرأي، قبل سنوات كانت اخبار الصفحة الأولى كلها تقريبا أخبار دولية، أما الآن فإن اكثرية اخبار الصفحات الأولى محلية، وهذا يعني ان لدينا شعبا متحركا وواعيا ولدينا ديناميكية اجتماعية. ليس هناك حرية مطلقة في أي مكان، ولكن ما تلعبه الصحافة اليوم من دور وطني اصبح واضحا للجميع، وهذا يعني ان عليكم مسئولية كبيرة، لأن يدا واحدة لا تصفق، لابد من ان توجهوا النقاشات الوطنية نحو ما يهم المواطن، وعلينا ان نساهم في العملية الديمقراطية من خلال الانتقاد أو التأييد، وان ندافع عن التجربة بهدف تطويرها.
كيف تنظرون إلى الانتخابات العراقية الأخيرة؟
- ان مملكة البحرين كانت سباقة إلى تأييدها وتأييد كل ما يصب في صالح الشعب العراقي وينبع من ارادته. لقد دعونا الى انجاح هذه الانتخابات ونحن سعيدون بنجاها، والبحرين مع مصر هما الدولتان اللتان شاركتا في كل الاجتماعات الاقليمية التي تهم العراق، ووقفتا مع الحكومة المؤقتة وحقها في الاشتراك في اجتماعات الجامعة العربية وحقها في ترتيب وضعها واجراء الانتخابات، كما ان جلالة الملك اعلن استعداد البحرين لعقد أي مؤتمر يرغب قادة الاتجاهات السياسية العراقية عقده فيما بينهم العام الماضي، لأننا ندعم ما يريده الشعب العراقي للانتقال إلى مرحلة جديدة تدعم استقرار العراق وعدم التدخل في شئونه الداخلية واعطاءه حق تقرير مصيره.
ان الذين يريدون اخراج الاحتلال من العراق عليهم ان يكونوا مشاركين في العملية السياسية، فكيف تطلب انهاء الاحتلال وأنت ترفض الانتخابات وترفض المشاركة؟!
هل تعتبر العراق دولة خليجية؟
- انها دولة خليجية، كما ان ايران دولة خليجية، واليمن كذلك.
هل ستكون ضمن منظومة مجلس التعاون؟
- هذا امر مختلف، ان هذه الدول خليجية والعلاقات معها يجب ان تكون على اساس انها دول خليجية، ولكن منظومة مجلس التعاون الخليجي تجمع الدول الست.
هل ان البحرين تلعب دورا اكبر من حجمها؟ مرة تدعو إلى عقد مؤتمر عن أمن الخليج ومرة تستضيف مؤتمر منتدى المستقبل؟
- اجيب على مؤتمر "أمن الخليج" الذي نظمه في نهاية العام الماضي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المنامة، لقد بحث منظمو المؤتمر عن افضل الاماكن واختاروا البحرين، وكان هذا المؤتمر من اهم الاجتماعات التي جمعت مسئولي الأمن الوطني في دول الخليج الست والدول الخليجية الاخرى والدول الكبرى جميعها لمناقشة موضوع مهم جدا وهو كيفية تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الارهاب... ولقد نجحت البحرين كثيرا في هذا المجال، وهناك الآن مباحثات بشأن عقد مثل هذا المؤتمر ربما مرة كل سنتين، وهناك طبعا موازنة مطلوبة لعقد مثل هذه الاجتماعات.
ثم الحديث عن عقد مؤتمر "منتدى المستقبل" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في المنامة، وهو المنتدى الذي تم اقراره من قبل الدول الصناعية الكبرى في اجتماعهم في فلوريدا في اميركا في منتصف العام الماضي، والبحرين شاركت في ذلك الاجتماع وتقرر تأسيس المنتدى الذي يقوم على اجراء الحوار مع ثلاثة اطراف من كل جانب: الحكومات، واصحاب الاعمال، والمجتمع المدني.
هل هذا يعني انكم ستسمحون لممثلي المجتمع المدني حضور اجتماعات منتدى المستقبل في المنامة في نهاية العام الجاري؟
- اننا ندرس كيفية اشراكهم، لأن الأمر ليس بالسهولة مع الاطراف الاخرى، وهذه تجربة جديدة علينا جميعا. حاليا نتشاور مع الدول الثماني ومع المغرب الذي انعقد فيه المنتدى نهاية العام الماضي للبحث عن افضل الوسائل لإشراك ممثلي المجتمع المدني في الدول المشاركة في منتدى المستقبل في النقاشات، ولكن تبقى الآلية والكيفية التي يتم من خلالها ادخال ممثلي المجتمع المدني وهي مازالت غير واضحة وسنعمل على دراستها. فالحكومات امرها سهل ويمكن تنظيم الاجتماع الاساسي مع ممثليها، ويمكن اشراك ممثلي اصحاب الاعمال لأنهم ينظمون أنفسهم بشكل واضح، ولكن الامر الاصعب هو الكم الهائل من مؤسسات المجتمع المدني في كل هذه الدول، وكيفية مشاركتهم مازالت واحدة من التحديات التي ندرس افضل السبل لمعالجتها.
ما هي نتائج حواراتكم الأخيرة في "منتدى المستقبل"؟
- تم اقرار عدد من الامور من بينها انشاء مركز في البحرين لتدريب قيادات اصحاب الاعمال، وهناك مشروعات اصلاح التعليم ونشر مفاهيم الديمقراطية في بلدان اخرى، ونحن سنعرض ما تم انجازه فعلا في الاجتماع المقبل لمنتدى المستقبل. وأود الاشارة إلى مشاركة البحرين فهي كانت سباقة لغيرها، والآن جميع الدول تود المشاركة في المنتدى للاستفادة من الفرص المتاحة للحوار مع الدول الثماني والاستفادة من الخبرات التي تقدمها في مختلف المجالات ونتوقع مشاركة نحو 30 دولة في منتدى المستقبل المقبل. ان سمعة البحرين الدولية ارتفعت كثيرا بسبب مشاركاتها الايجابية في مختلف المجالات التي تشغل الاجندة الدولية، وسيزور البحرين في 2 مارس/ آذار المقبل المستشار الالماني غيرهارد شرودر، وهو ما يؤكد سمعة البحرين الدولية وتواصلها مع القوى والدول ذات الاهمية في العالم.
ان الجميع يذكر البحرين بالخير، فالرئيس الاميركي ذكر في الشهر الماضي البحرين أنموذجا للاصلاح، وكذلك المسئولون البريطانيون وآخرهم وزير الدفاع البريطاني جيفري هون الذي قال عن البحرين الاسبوع الماضي انه يضرب مثلا بالبحرين دائما، وهذا محل اعتزاز وفخر لنا.
مازالت بعض الجمعيات السياسية البحرينية تقاطع البرلمان، فكيف تنظر الحكومة الى هذا الأمر؟
- ان البعض يتناقضون في مواقفهم، وهم يقاطعون وفي الوقت نفسه يودون ان يكونوا لاعبين وموجهين للعملية السياسية، وهذا غير واقعي. اذا أرادوا ان يوجهوا العملية السياسية فإن عليهم المشاركة من الداخل ويمكنهم ان يطرحوا آراءهم ويوجهوا العملية السياسية من داخلها وليس الوقوف خارج الملعب.
ثم ان البعض يطرح "صورة مطلقة" للرؤية السياسية السياسية وكأنها الصورة الأصح والافضل، على رغم أنه لا توجد عملية ديمقراطية كاملة في أي مكان في العالم.
ان أهم شيء هو ان نشارك بقناعاتنا، ندخل الساحة ونقول ما نود قوله، ولكن على اساس اننا مشاركون، وليس على اساس التشكيك. الذين ابتعدوا وسمحوا لغيرهم بأن يتسلموا العملية السياسية، والفرصة مازالت سانحة امامهم للدخول في الحلبة السياسية وتشكيلها وممارسة دورهم من الداخل وليس من خارج الاطار الدستوري.
إن أي حكومة يتمثل دورها اساسا في رفع مستوى المواطن، وبعض الدول عملت كل شيء ونست مواطنيها، ونحن لا نود ذلك لبلدنا. حاسبونا اذا قصرنا في ادائنا ولكن ادخلوا العملية السياسية واتركوا التشكيك جانبا. ان السياسة الخارجية تتبع وتستقوي بالسياسة الداخلية المعتمدة اساسا على المواطن. واذا كانت الجبهة الداخلية قوية فإن الامراض السياسية لا تنتشر، اننا نريد بيئة متصارحة ومتصالحة ومتآلفة، وأنا ادعو الجميع ان يعمل على تهيئة المناخ لتطوير تجربتنا الديمقراطية.
البعض ينظر إلى التغيير الوزاري الاخير على أنه مازال دون الطموح، ماذا ترى؟
- التغيير الوزاري اصبح جزءا من حياتنا السياسية الآن، ولا نريد وزراء يبقون الى الأبد. ولقد تدرجنا في الامر ونود ان يتبدل الوزراء كل اربع سنوات وان يصبح التغيير الوزاري حدثا عاديا. الوزير الذي يغادر يكون محترما والهدف هو ان نضخ الدم الجديد في الوزارة.
وحكومة لحالها لا تصفق... على البرلمان ان يلعب دوره وعلى الصحافة ان تلعب دورها... البرلمان عليه ان يركز على القوانين التي تهم الوطن ويبتعد عن الرغبات وغيرها من الاقتراحات التي لا تنفعنا. كذلك الصحافة عليها ان توجد الانتقادات التي توجد الرأي العام نحو ما يخدم الوطن. ان املنا ان يصبح التغيير الوزاري أمرا اعتياديا ويتبدل الوزراء وألا يكون هناك وزير دائم.
هل تعتقد ان أميركا ستضرب إيران؟
- ليس لدي فانوس سحري، ولكننا ضد أي شيء من هذا النوع. اننا ندعو إلى شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشامل، وايران تقول ان برنامجها النووي للأهداف السلمية، واميركا تشكك في ذلك، ونحن نقول دعوا وكالة الطاقة الدولية تحكم في الامر. ايران موافقة على تفتيش الوكالة، ونأمل ان تقوم بدورها وتبعد أية مجابهة، وان يوضع كل شيء في اطاره الصحيح.
هل تعتقد ان منطقتنا اصبحت مركزا للارهاب؟
- الارهاب شأن دولي وهو موضوع خطير... انه شبكة من توجهات عقائدية وتكفيرية ويجب ان نحارب هذا النوع من الفكر المتطرف. البعض يقول ان مناهج التعليم هي السبب، ولكننا لا نعلم أبناءنا القتل، وانا اقول ان هناك خطب جمعة، وفتاوى، ومخيمات وأشرطة واجتماعات، ومواقع واموالا تجمع باسم الخير، وبعض هذه جزء من شبكة تدفع باتجاه الفكر المتطرف، وعلينا ان نتوجه لمعالجتها وألا نلوم الآخرين فقط... علينا ان نواجه الفكر المتطرف من اي مصدر كان وهذه مسئوليتكم ايضا في الصحافة، ان تلعبوا دوركم لمواجهة الفكر الارهابي
العدد 881 - الأربعاء 02 فبراير 2005م الموافق 22 ذي الحجة 1425هـ