العدد 881 - الأربعاء 02 فبراير 2005م الموافق 22 ذي الحجة 1425هـ

الباحث بكر: الواقع العربي دفع النساء إلى الوقوف ضد أفكار التحرر

يرى باحث مصري "أن السياق السياسي والاجتماعي والثقافي في العالم العربي أدى الى وقوف كثير من النساء العربيات ولو ظاهريا ضد أفكار التحرر والمساواة".

وقال أيمن بكر يوم الثلثاء الماضي لرويترز "إن الوعي العربي العام يساعد على تغييب أفكار المواطنة الخاصة بالنساء من حيث واجباتها وضماناتها الاجتماعية ودور مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في تفعيلها".

وترجم بكر والسورية سمر الشيشكلي كتاب "النسوية والمواطنة" للكاتبة النيوزيلندية ريان فوت، والذي يفتح بابا على أسئلة بشأن حقوق المواطنة الخاصة بالنساء وأوضاعهن في العالم ليصل إلى أن المرأة حتى في الدول الديمقراطية لاتزال مواطنة من الدرجة الثانية.

والكتاب الذي يقع في 274 صفحة وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر يرصد اسهامات قيادات الفكر النسوي في الديمقراطيات الليبرالية الغربية. وترى المؤلفة "ان مفهوم المواطنة هو أن يكون المرء مواطنا مشمولا بحماية الدولة ومتمتعا بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن خلفياته الشخصية، إذ إن النسويات الإنسانيات في سياساتهن يؤكدن أن المرأة انسان عادي تماما مثل الرجل، وأن مصطلح النسوية يهدف الى تحسين أوضاع المرأة".

ويذهب الكتاب الذي صدر خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتح الأربعاء الماضي إلى أن الحركة النسوية عرفت أولا موجتين تبنت الأولى إرساء قواعد النضال في معظم الديمقراطيات الليبرالية الغربية من أجل اكتساب حق الاقتراع ابتداء من العام 1870 حتى العام 1930 في حين بدأت الموجة الثانية مواكبة للثورة "الثقافية النسائية" بعد العام .1968 أما الموجة الثالثة التي تنتمي اليها الكاتبة فبدأت في تسعينات القرن الماضي.

واستعرضت الكاتبة اسهامات النساء الغربيات المدافعات عن حقوق المرأة في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، مشيرة إلى أنهن "لم يتناولن قضية المواطنة بدرجة كافية من الجدية". وقدم الكتاب اختبارا للاستجابات النسائية عن ستة موضوعات تشكل مفهوم المواطنة وهي الحرية والحقوق والمساواة الاجتماعية والذاتية السياسية والتمثيل السياسي والتقييم السياسي.

وقال بكر إن فوت الاستاذة بجامعة أوكلاند بنيوزيلندا واحدة من الجيل الثالث من النسويات "وهو جيل يتجنب إلى حد كبير الأحكام والآراء الحادة التي ميزت الجيلين الأول والثاني فيما يتصل بأفكار التمييز والاضطهاد الواقع على النساء".

وأضاف أن أهمية الكتاب بالنسبة إلى الثقافة العربية ترجع إلى وضع مقولات تحرر المرأة التي تتغنى بها وسائل الإعلام العربية في ضوء المقارنة مع التحرر الذي وصل اليه الغرب، مشيرا إلى أن "المقارنة لا تعني الاقتداء أو إلغاء الخصوصية الثقافية العربية ولكنها تسمح بتقييم يبتعد عن النظرة الأحادية التي تتبناها وسائل الإعلام العربية المسيسة".

ومضى قائلا "المواطنة الليبرالية الاجتماعية السائدة في الغرب مادة يدرسها طلاب المرحلة الثانوية في بعض الدول "الغربية" حتى يشب المواطن على معرفة بحقوقه الدستورية والقانونية، ولكن حقوق المواطنة تكاد تكون مادة محظورة في معظم البلدان العربية"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً