مشهد العنف الذي عرفته السعودية منذ شهور عدة يتكرر في الكويت، إذ دارت في منطقة "عرفت" "إحدى أكبر مخازن النفط العالمية" المعركة الأولى بين المسلحين وقوات الأمن الكويتية. من حيث أسلوب الاشتباك ونتائجه لا يوجد جديد يختلف عن المشهد المستمر في المملكة، إذ إن منفذي الهجمات والمشتبكين مع القوات الأمنية، إنما هم من المقربين إلى فكر تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
ما الذي يجري في الكويت؟ هل يعقل أنها مجرد اشتباكات جرت بين قوات الأمن ومسلحين متشددين؟! الإجابة: نعم، فالإرهاب في الكويت أصبح حقيقة وليس مجرد افتراضات، لكن ماذا يريد الإرهابيون من الكويت؟ لا أحد بالضبط يعلم ماذا يريد هؤلاء ولكن قد تكون هناك ادعاءات مثل الوجود الأجنبي، فإذا كانت الدولة عقدت اتفاقا أو معاهدة مع طرف أجنبي أو أكثر فلماذا لا يطالب المعارضون لهذا الاتفاق أو تلك المعاهدة - من خلال ممثلي الأمة الذين هم بحكم الدستور ممثلوهم - الحكومة بإلغاء أو تعديل اتفاقاتها ومعاهداتها مع الدول التي يرى هؤلاء المعارضون أن التعاقد معها مضر لهم؟
لكن هل يعقل أن يضحي الإرهابيون بأرواحهم ويرتكبوا آثام قتل أرواح بريئة لمجرد أنهم مستاءون من عقد اتفاقات ومعاهدات مع دول يكرهونها ويرفضون وجودها ولو شكليا في بلد إسلامي؟ إذا كان هذا هو السبب الوحيد فإن قادة الإرهابيين هم حتما أناس مجانين، وان أتباعهم مختطفون ذهنيا ومخدرون عقليا ليتصرفوا ويتحركوا كما يراد لهم لا كما يريدون؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ