اليوم الاثنين، يطلق من العاصمة البريطانية مشروع بناء الجسر البري السعودي وهو أكبر مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بمشاركة وفد سعودي كبير يضم رجال أعمال ومستثمرين سعوديين ورجال مصارف برئاسة وزير النقل السعودي جبارة الصريصري. وهذا المشروع الحيوي الضخم يربط شرق المملكة بغربها وصولا إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، ابتداء من شبكة خطوط سكة الحديد القائمة حاليا في العاصمة الرياض.
ويعتبر المشروع واحدا من أهم المشروعات ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى المنطقة، وقال رئيس قطاع الشركات بالبنك الأهلي السعودي عبدالرحمن عداس الذي يشارك في الاستثمار في الجسر "إن إدارة المصرف الاستشارية للمشروع تعكس مدى التزام المصرف تجاه الاقتصاد الوطني وتطوير مشروعات البنية الأساسية في السعودية".
وعلى صعيد متصل، كان مدير إدارة المجموعة المصرفية للشركات بالبنك الأهلي حسن الجابري صرح للصحافة السعودية أن المشروع يمثل فرصة استثمارية فريدة للمستثمرين والشركات العاملة في مجالات البناء والنقل البحري وتشغيل الموانئ وتشغيل الخطوط الحديد سيتطلب استكماله تنفيذ المشروع البري بناء خط حديد بطول 950 كم يصل بين مدينتي جدة والرياض وخط حديد بطول 115 كم يربط مدينتي الدمام والجبيل وأما الخطوط الغربية فيتطلب تنفيذها بخطوط جديدة بطول 570 كم تقريبا.
لسنا هنا بصدد تقويم هذا المشروع ومدى انعكاساته المستقبلية على الاقتصاد السعودي، لايزال الوقت مبكرا للخوض في مثل هذه المسائل، لكن الأهم من ذلك كله، وبناء على ما رشح من معلومات بشأن هذا الجسر، يمكننا القول إنه يمثل محطة مهمة في التأسيس لتشييد بنية تحتية متينة ومتقدمة في المملكة السعودية.
هذا الأمر ينقلنا إلى مملكة البحرين - آخذين في الاعتبار التفاوت في مساحة الرقعة الجغرافية وعدد السكان ومستوى النشاط الاقتصادي وكذلك حجم الناتج القومي - إذ لاتزال البنية التحتية التقليدية مثل الطرق وشبكات الكهرباء وخطوط الاتصالات... إلخ في حال تحتاج إلى المزيد من الصيانة والتجديد، ناهيك عن التخطيط والتشييد. تشهد على ذلك الاختناقات المرورية التي أصبح المواطن يعاني من تكرار مواجهتها لدرجة أفقدته القدرة على تحديد مواعيد الذروة أو أماكن تلك الاختناقات اولا، والانقطاع في التيار الكهربائي من دون أي سابق إنذار وفي فترات حرجة ثانيا، وتردي سرعة وخدمات الاتصالات ثالثا.
ليس المطلوب ولا من المتوقع أن نجد حلولا سحرية لكل هذه المشكلات دفعة واحدة او لأي منها على نحو سريع وعشوائي، لكن من المطلوب أيضا أن نلمس خطة استراتيجية مدروسة وجادة تضع أقدام المملكة على الطريق الصحيح لمعالجة تلك المشكلات.
نحن لا نريد جسرا جديدا نفرح به لكنه يؤدي إلى خلق اختناقات أخرى جديدة تصادر فرحة تدشين الجسر نفسه، ولا نريد محطة جديدة للكهرباء غير متكاملة مع مولدات تشغيلها الأمر الذي يؤدي إلى حال ظلام دامس يعم أرجاء المملكة، ولا نطالب بخطوط اتصالات غير متكاملة مع مشروعات التنمية التي تطمح البلاد إلى تنفيذها.
نطمح إلى خطوات قصيرة ذات أفق محدود لكنها ثابتة، تملك بوصلة جيدة تحدد اتجاهها وآلة توقيت دقيقة تحدد أزمنة التنفيذ
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ