العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ

قصيدة النثر مجرد كلام

القارئ الذي عوده الأكاديميون على قراءة النقد الأدبي في صورة تخلو من خشونة سيجد في هجوم أحد أساتذة الأدب في مصر على الحياة الأدبية العربية شيئا من الصدمة حين يفاجأ بأن ما ينشر حاليا ليس شعرا وأن نزار قباني وتلاميذه ونقاده من أسباب "التخلف الشعري". ففي مقدمة كتابه "حديث الشعر" يقول أستاذ الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة عبداللطيف عبدالحليم "أيها السادة.. نحن في مفترق طرق في كل حياتنا الأدبية والفنية فالذائع الآن ليس شعرا ولا فنا في غالبه". وقال ان الشعر الحر "فيه شبهة الشعر ولكنه بين بين. ووصل الآن الى طريق مسدود فيما نرى... بعد أن غدت قصيدة النثر تحاربهم - تحارب شعراء قصيدة التفعيلة - وتراهم جاهليين". والكتاب الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة يقع في 230 صفحة ويحتفي بجهود من يراهم المؤلف شعراء كبارا منهم السعودي عبدالله الفيصل والمصريون عبدالعليم عيسى، علي الجارم وعباس محمود العقاد الذي يعتبره المؤلف مظلوما في حياته وبعد وفاته. ففي رأي عبدالحليم أن الحياة الأدبية خسرت كثيرا بتجاهل شاعرية العقاد "ولعل هذا الغبن جار على الشعر العربي المعاصر أكثر مما جار على العقاد فمعرفة شعره معرفة جيدة كانت حقيقة أن تنهض بالذوق الأدبي في هذه الأمة وأن تغيره الى الأفضل". وحمل الفصل المخصص للشاعر السوري نزار قباني عنوان "شاعر الجماهير" وأشار المؤلف الى أنه "ربما لم يحظ شاعر عربي في عصر الاعلان بالشهرة التي حظي بها نزار قباني وشارك فيها نجوم التمثيل والغناء لأنه عرف صناعة الشعر وعرف سياسة الشعر وقليل من يحسن سياسته. ويمتلك نزار طاقات هائلة كما يمتلك انشادا موقعا لشعره حين ينشده في المهارج العامة مستوليا على آذان الجماهير ساعة الانشاد... أساءت هذه الشهرة الى شعر نزار حين خدمته أيضا إذ إن الشاعر لا يجمل به أن يكون صدى للناس يهدهدهم ويدغدغ مشاعرهم الساذجة"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً