العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ

متحف لتراث فرنسي

في فرنسا، مهد ابتكار طرائق فن التصوير، ثمة متحف يجمع التراث التاريخي لهذه التقنيات. وقد حدت مجموعة هذه الأغراض، ببعض هواة التصوير إلى تأسيس ناد متواضع لهذا الفن.

بدأت الحكاية داخل جمعية تقع في مدينة بيافر، جنوب باريس، مع عشاق لتقنيات التصوير تجمعوا حول جان فاج. وهدفوا إلى تقاسم اكتشافاتهم مع أكبر عدد ممكن من الناس. يلزم التنويه بأن جان فاج يملك وحده مجموعة من خمسين قطعة تشهد على تطور فن التصوير. العام ،1968 دفعته الرغبة إلى عرض روائعه فافتتح متحفا في صالة صغيرة في المدينة، لكنه سرعان ما دعا المؤسسات الثقافية إلى مساعدته أمام الاهتمام الذي أثاره معرضه الذي اغتنى يوما بعد يوم بقطع جديدة. فتشارك ومجلس مقاطعة إيسون لتأدية مهمته: التزم جان فاج وجمعيته بتقديم المجموعة إلى الدولة مقابل الحصول على مكان مناسب لها. والعام ،1972 افتتح مبنى مخصص بكامله لتاريخ طرائق التصوير.

أثار المشروع العلمي والثقافي اهتمام الدولة فاستثمرته عبر وزارة الثقافة التي منحته اسم "متحف فرنسا" العام .2003 يحظى المتحف الفرنسي لفن التصوير بمساعدة علمية خاصة في مجال حفظ وترميم القطع، وتسمح المساعدات بإغناء المجموعة.

فرنسا هي مهد التصوير، وفيها ابتكر نيسيفور نيابس ولوي جاك ماندي داغير الطرائق الأولى، ثم اغتنت الطرائق بابتكارات عدد من المولعين. عرض في هذا المكان مجمل تطور فن التصوير، من تصميم الآلات وأخذ الصور وسحبها على الورق وتثبيت الكليشهات. يعرض المتحف، فضلا عن "الفوانيس السحرية" و"الغرف المظلمة" من عصر ما قبل الصورة، جهاز "فيلوسيغراف" الذي صممه جوزيف لاكروا العام 1998 ويسمح بأخذ الصورة في اللحظة، هذا ما جعله أول أجهزة التحقيقات، كما هناك أجهزة "ستيريوسكوبي" التي يمكنها بفضل تقنية الإبعاد عن العين، أخذ الصورة بأبعاد ثلاثة، وآلات تصوير غريبة تعود إلى مطلع القرن العشرين تسمح بأخذ الصور من دون رؤية المصور، وهذه هي آلات على شكل عصي أو دبابيس ربطة عنق أو قبعات... وكانت أول آلات التصوير المستعملة في التجسس العام ،1940 علاوة على آلات من مختلف الماركات مع تطورها. وقد تم الاحتفاظ بهذه الآلات مع شرح لطرق استعمالها لمعرفة تركيبتها اليوم وكيفية عملها.

المتحف غني بروائع ميكانيكية مثل آلة "ميلانوكروسكوب" من ابتكار لوي دوكو دو هورون، مبتكر التصوير بالألوان، أو أول آلة مكروفوتوغرافي أرسلت إلى الفضاء على متن العربة الروسية فوتون التي ابتكرها لهذه المهمة فرانسيس دلفير. وهذا الأخير هو واحد من طلائع المتحف فقد صمم أكبر آلة تصوير في العالم هي "أيسونيان"، تأخذ كليشية بقياس مترين على ثلاثة أمتار. ويسمح حجمها بدخول 15 شخصا إليها لمعرفة طريقة عمل آلة التصوير من الداخل. في المتحف يقارب الزائر تفاصيل طرائق التصوير الأولى، وبفضل الورش القائمة يتعرف بشكل ملموس على حقيقة بعض القواعد البصرية.

لا ينخدع الزائرون في هذا المتحف، فقد صرح شخص بلجيكي من هواة التصوير أن المجموعة المعروضة هي "من أجمل المجموعات في أوروبا". نشير أيضا إلى أن قناة تلفزيون يابانية قدمت خصيصا إلى هذا المتحف لتصوير فيلم وثائقي عن الضوء، كما نذكر متحف فوجي في طوكيو الذي نظم معرضا قبل عدة أعوام تكريما "لغزاة الصورة الكبار" وكان بينها 129 قطعة تعود إلى المتحف الفرنسي للتصوير





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً