العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ

هدى لطفي: شيء غير ملموس يحيط بأعمالي

في معرضها تجسيد لمعان قديمة

العدلية - محرر الشئون الثقافية 

تحديث: 12 مايو 2017

في معرضها بوح من نوع آخر، طرق شتى توصلك الى الانسان المصري والى الحياة المصرية. وفي معرضها تجسيد لمعان قديمة ولتاريخ عريق، ان تلك اللوحات والمجسمات لم تخف شيئا مما تختلج به قلوب الناس بل على العكس كان هناك صراخ مكبوت. التأثر واضح لا شك بالفن المصري القديم ولكنه تأثر لم يلغ خصوصية هذه الفنانة المقبلة من مصر أرض الحضارة. في معرضها المقام حاليا بصالة الرواق تكشف الفنانة عن بعد لايزال خصبا يمكن الاستفادة منه ومن نهره المتدفق انه الفن المصري القديم كما تضيء شيئا جديدا في ابداعات جديدة تأخذ من أرض مصر لونها وشكلها.

تقول الفنانة هدى لطفي: "أنا فنانة عصامية، غير أن أكثر ما درسته كان متعلقا بالتاريخ والحضارات وتاريخ الفنون فيها، وأتصور أن هذا البعد التاريخي قادر على أن يمنحني الفرصة للتواصل بشكل أفضل مع الفنون القديمة وعلاقتها بالتجربة الفنية. فالفن ليس مجرد شكل جميل وانما هو علاقة ترتبط بالتجربة الداخلية للفنان، وباحساسه بشيء غير ملموس. اذا يمكن أن نعبر عن العلاقة التي تربط الفن بالانسان القديم على أنها علاقة روحانية. وآية ذلك ما حدث في الهند وإفريقيا ومصر القديمة".

فهل تغير الأمر بالنسبة إلى فنان العصر الحديث أم أن الرؤية للفن ظلت كما هي، وما هي رؤية الفنانة هدى لطفي؟ تجيب لطفي: "في العصر الحديث برزت رؤية أخرى للفن اذ أصبح الفن مرتبطا بالمجتمع المعاصر الذي يعيش فيه الفنان، كما أصبح الفن يمسك بالمجتمع الذي يعيش فيه الفنان في علاقة تجريبية يومية. فكان لزاما على الفنان أن يتفاعل مع كل ذلك. بالنسبة لي شخصيا كنت ولا أزال في تفاعل مع القديم والمعاصر وهو تفاعل ينبع من تجربتي الشخصية كمؤرخة وفنانة وانسانة تعيش في مجتمع مصري اسلامي عربي فرعوني. إذ إن المجتمع المصري مجتمع ذو حضارة لها امتداد طويل، وكوني مصرية وأعيش وسط مجتمع وثقافة لها امتداد طويل لا شك سيترك في نفسي وفني أثرا كبيرا".

وخصوصية هذا المعرض تبرز كما تقول لطفي من خلال تمثيله خمس مجموعات من أعمالها: "ان هذا المعرض يمثل خمس مراحل بالنسبة إلي فهو حصيلة خمسة معارض، اذ نجد فيه مجموعة الحروف المستوحاة من الفن التشكيلي في الخط العربي الذي أميل الى استعماله كثيرا فهو فني قديم انساني. وهناك مجموعة كنت جمعتها من محلات القاهرة التي كانت تبيع الأشياء القديمة اذ وجدت فيها وسيلة أعبر بها عن أشياء مصرية جميلة أما المجموعة الثالثة فهو معرض كولاج الذي مزجت في أعماله أساليب مختلفة لكنها ظلت توحي بطابع مصري أصيل. فهناك لوحة مثلا كانت في الأصل صورة فوتوغرافية فقمت بتكرارها وقصها وعملت منها شيئا جديدا وخلقت فيها جوا مصريا. ومع أن الشكل يبدو حديثا الا أن الروح مصرية أصيلة. والمجموعة الرابعة كانت معرضا للكتاب اذ اشتركت في معرض في مكتبة الاسكندرية قدمت فيه أعمالا لها أيضا ما للمجموعة السابقة من المزج بين المصري العربي والتجريد والخط العربي والأشياء المصرية القديمة وهو كتاب يحوي أكثر من صفحة وتبدو على صفحاته المرأة المصرية وبالقرب منها رمز "الكا" وهو الرمز المعبر عن الروح. أما المجموعة الخامسة وهي الأخيرة فهي الوجوه البورترية التي تشبه المومياء"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً