مشروع غريب فعلا أو هو عجيب، سموه ما شئتم. .. ولكنه غير مستحيل... غالبيتنا ويمكن كلنا تابع بشغف "مثلي" حوادث "ستار أكاديمي" في تلك المحطة اللبنانية الزاخرة بالمذيعات "المتجملات" التي تظل ومن خلال كاميراتها الكثيرة المتناثرة في أروقة ذلك البيت تراقب مجموعة الطلبة الثلاثة عشر تقريبا يتناقصون كل أسبوع مدة أربع وعشرين ساعة يوميا لمدة أربعة أشهر، على ما أعتقد! وللفاضين أن يتابعوهم من الصبح إلى الليل... على عكس بعض الناس الذين لا يملكون الوقت الكافي "مثلي" أن يكتفوا بمتابعتهم في وقت المساء وهو الوقت الذي لا أكون فيه فاضيا بقدر ما يكون وقتا عائليا أجلس فيه مع أبنائي، وبالمناسبة فقد مللت من متابعة الأخبار والتحليلات والانتخابات ومتابعة الأغاني والمسلسلات وتعبت من هموم الناس التي تعرض على الشاشة في جميع المحطات لأتجه إلى ستار أكاديمي للترفيه عن نفسي والخروج من حال التأثر السلبي الذي ينثره الوضع العام في العالم عبر جميع المحطات الإعلامية ولاسيما القنوات الفضائية التي تتسابق عليه.
ما أعجبني في نظام ستار أكاديمي طبعا بغض النظر عن أي شيء آخر هو روح النظام الذي يعيشونه من نوم في وقت محدد والاستيقاظ في وقت محدد أيضا وممارسة الرياضة باستمرار وتناول الغذاء المناسب والسليم وممارسة جميع الهوايات التي يتقاسمونها وهي الغناء وكون غيرهم ربما يهوى الرسم أو أشياء أخرى فالوقت متاح. المتتبع لهذا البرنامج سيلحظ أن لا وقت لديهم حتى لمشاهدة التلفزيون الذي هو أصلا محرم عليهم... أو استخدام جهاز الهاتف الذي هو أيضا محرم عليهم إلا بالحسرة كما هو الحال في جميع أجهزة الاتصال الأخرى من انترنت وغيره... يعني هم مقطوعون حتى عن أهلهم ولا ترى وقت فراغ لديهم... وإن حصلوا عليه فسيستغلونه في تبادل السوالف مع بعضهم بعضا.
مناسبة حديثي اليوم ليست إقامة "ستار أكاديمي" في البحرين! لأن لدينا من النواب من تخصص في مهاجمة هذه النوعية من البرامج "الفنية أيا كانت" ولا بأس من تذكر برنامج "الأخ الأكبر" الذي كان مشروعا في البحرين وتم تهجيره إلى جهة لا أعلمها! وكذلك حفلة نانسي عجرم ومسرحية "حب في الفلوجة...؟" والقادم أعظم!
إن ما أطلبه هو أن نأخذ روح "ستار أكاديمي" لنطبقها في بيوتنا التي تزخر بالمراهقين والمراهقات الذين يسرحون ويمرحون على الانترنت ونطبق روح "ستار أكاديمي" في منازلنا لنخفف على أولادنا وبناتنا ضغط الحياة الدراسية والمراقبة من الأهل على كل شيء وأي شيء! لنأخذ روح "ستار أكاديمي" في تعليم أولادنا النوم في الوقت المناسب والاستيقاظ كذلك واختيار الأكل النوعي المناسب وعمل الرياضة اليومية بانتظام والالتزام في كل شيء... ولا ننسى ما للثواب والعقاب من قيمة معنوية مهمة نفتقدها في تربيتنا لأبنائنا... أنا من هنا لا أدعو إلى ترك بناتكم يرقصن مع أصدقائهن... ولكن اجعلوا أولادكم يرقصون فرحا من هول فرحتهم ببرنامج تنسقونه لهم في البيت يغنيهم عن الخروج في الشوارع أو تضييع وقتهم مع أصدقاء السوء... سواء على الطبيعة أو على الانترنت.
زيارة سريعة جدا... وخاطفة لمجمع السيف أو أي مجمع مكتظ آخر ليلة الجمعة... منها ستقرر ما لأهمية تطبيق عمل "ستار أكاديمي" في البيت... هناك شباب فاض إلى النخاع وآخرون تافهون وسطحيون لا أعلم كيف هم سيسيرون أمورهم في المستقبل، فتلك الزيارة السريعة لأي مجمع كفيلة بأصحاب الشأن والاختصاص أن يفكروا في برنامج يحمي هذه الفئة ليس من غيرها فحسب بل حتى من أنفسهم... فهم "ومع احترامي لبعضهم" أغبياء!
إضاءة
أعلم أنه في كل عام ومع بداية العطلة الصيفية تظهر علينا الأندية ببرامج صيفية... وللأسف هي برامج سطحية جدا لا تضيف إلى الشاب شيئا بقدر ما تنتقص منه وتضيع وقته... وهو لا يعدو أكثر من كونه مشروعا استثماريا يمكن لهذه المراكز أن تجني من ورائه المال... وهو ليس إلا موسم مثله مثل موسم تصليح المكيفات في الصيف... وإلا ما رأيكم؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 878 - الأحد 30 يناير 2005م الموافق 19 ذي الحجة 1425هـ