العدد 877 - السبت 29 يناير 2005م الموافق 18 ذي الحجة 1425هـ

جمعية الصحيفة الواحدة والوزير الواحد - 2

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لست ملزما بمن يريد أن يدق الطبول لجمعية الصحفيين البحرينية، سواء أكان المصفق أو هذا العراب وزيرا سابقا او مستشارا أو صحافيا، ولكن ما أنا ملزم به أن أدافع عن حقنا ككتاب وكذلك عن الصحافيين الذين آثر البعض منهم الصمت مخافة العصا والبعض الآخر مخافة سحب الامتيازات أو الحرمان من بعض الكعكات الصحافية.

يجب أن نقف لنقول كلمة: جمعية الصحفيين يجب أن تمثل الجميع ويجب ألا تتحول إلى غرفة من غرف صحفنا المحلية مثل أية غرفة إنتاج أو غرفة تنفيذ أو إخراج. جمعية الصحفيين يجب أن تبعد عن رؤساء التحرير وعن مجالس الإدارة حتى يتمكن الصحافي من إيصال تظلمه من دون أن يخشى من تقليم أظافره من قبل المسئول أو أن يستخدم معه منطق العصا والجزرة.

الصحافة هي واجهة كل دولة ديمقراطية، فإذا كانت الصحافة أو المؤسسة خلقت في جو لتكون لصالح صحيفة هنا أو هناك أو تسير باتجاه ذلك أو تفقد ضمانة حيادها، فإنها لاشك ستقودنا إلى الانهيار ولن ينفعنا بعد ذلك ذرف الدموع.

مرت ثلاث سنوات من عمر الإصلاح وجمعية الصحفيين لم تقم بدورها المناسب. كل الجمعيات الأخرى لها دور كبير في الترافع عن منتسبيها إلا معاشر الكتاب والصحافيين، وللأسف فإن غالبية الصحافيين تخشى الحديث في الممنوع خوفا على الرزق إلا بعض من آثر أن يتحرك ضمن الجوقة وبعض هؤلاء مازال يمشي بجانب الحائط مؤمنا بالقاعدة الشعبية الفوبيائية "يقولون: جبان، ولا يقولون: الله يرحمه".

نقطة أحب أن أوصلها إلى حكومتنا: الصحافة جزء من الواجهة الإعلامية لكل دولة، فليس من المنطق أن يستحوذ وزير هنا أو مستشار هناك على الصحافة أو على أية مؤسسة مرتبطة بها. أن الدولة خسرت جزءا من السمعة بسبب سياسة التخبط و"مرمرة" المستثمرين والناس والإعلاميين وبسبب الأداء غير المتزن في الإعلام. لله الحمد بدأنا نمشي صح، ولكن هذه السابقة غير صحيحة. لقد طلعت علينا العفاريت في الصحافة، طار الكابوس من الباب وعاد لنا من الشباك، وليس من المنطق أن تسعد كل القطاعات وتحظى كل المؤسسات بالترحيب والدعم إلا الصحافة.

أقول: ينبغي أن يعطى الصحافيون استقلاليتهم، لا أن يكون الحشد والجمع بطريقة "خذوه فغلوه"، وبتحشيد الاتصالات لنستفيق ذات صباح على اتمام المسرحيات.

أعلم أن هناك صحافيين في يدهم حيلة والبعض سيذهب ليزايد على إكمال بقية إيقاع الجوقة، ولكن الاسطوانة المشروخة التي بقينا نسمعها مرارا لا يمكن أن تستمر. من حقنا أن نحلم بجمعية قوية تمثل الجميع، من حقنا - ناشطين وكتابا - في الصحافة أن نطمح إلى إنجاح جمعية أو نقابة بعيدا عن أرباب العمل، يقولون: هذه الجمعية ستتحول إلى نقابة... شيء جميل، ولكني أسأل سؤالا عقليا لا يختلف عليه اثنان. بالله عليكم، إذا أصبح أو سمح بند من البنود أن يصبح رئيس التحرير رئيسا للنقابة فإلى من يشتكي الصحافي إذا اختلف مع رئيس التحرير؟ بالله عليكم أليست هذه مهزلة من مهازلنا الديمقراطية؟ حتى صاحب السهم الكبير في الشركة يجب ألا يكون في مجلس إدارة الجمعية لأن الإشكال ذاته يتكرر. يا سادة، يا أفاضل، نريد جمعية لنا جميعا، وليس غرفة إخراج أو جمعية محسوبة على فلان أو علان. لا تكرروا الأخطاء التي وقعت في وزارة الإعلام، لا نريد مكياجا في الصحافة على حساب حقوقنا. لست معنيا بأي صحافي يوضع لأجل الاكسسوار التجميلي كي تعطى صورة بأن جميع الصحف وجميع الصحافيين شاركوا... نحن نختلف على بنود اللائحة الداخلية أيضا.

يا حكومة، هذه الجمعية لا تمثلنا جميعا، فالبحرينيون يريدون جمعية للجميع، ونرفض جمعية الصحيفة الواحد والوزير الواحد.

ملاحظة:

- الكهرباء انقطعت يوم أمس عن منطقة المالكية. استر يا ساتر.

- وزارة سترسل وفدا إلى الخارج لجلب مهندسين مدنيين.

يتبع غدا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 877 - السبت 29 يناير 2005م الموافق 18 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً