أسقطت روسيا خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو 73 في المئة من الديون المترتبة لها على دمشق. وتعتبر هذه النسبة كبيرة، إذ تبلغ 9,8 مليارات دولار. روسيا وإن كانت لاتزال قوية سياسيا أسقطت هذا المقدار من الديون على رغم مشكلاتها الاقتصادية وبعد أن "أفل نجمها" كقوة عظمى عن سورية التي تحاصرها منافستها السياسية، الولايات المتحدة الأميركية، وتشدد الخناق عليها عن طريق اتهامها برعاية "الإرهاب" والتساهل في ضبط حدودها مع العراق وبالتالي دعم المقاومة العراقية وتهديد استقراره. فتهددها أميركا منذ فترة بفرض عقوبات عليها.
كما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس عن إمكان بيع سورية أسلحة روسية متطورة على رغم معارضة "إسرائيل" والولايات المتحدة لصفقة من هذا النوع.
وتعتبر هاتان الخطوتان كبيرتين فيما يتعلق بالتوجه الروسي ناحية سورية، ما يبعث على السؤال عن الأسباب السياسية الحقيقية وراءه في هذا التوقيت، هل هو فعلا "حسن نية" ومحاولة روسية لبدء صفحة جديدة "قوية" من العلاقات مع سورية أم أن هناك ثمن مادي وسياسي ستدفعه أو دفعته دمشق؟
وفي حال التوصل إلى اتفاق روسي - سوري بشأن صفقة الأسلحة بين البلدين على رغم نفيهما لها، ماذا سيكون الموقف الأميركي - الإسرائيلي المعارض لهذه الصفقة؟ زيادة الضغط على سورية في اتجاهات عدة "الانسحاب من لبنان، رعاية الإرهاب، ملف حقوق الإنسان...إلخ"، أم سيتجه إلى ضغط عملي قد يصل إلى تهديدها بهجوم؟
تحريك الوضع سلبا أو إيجابا وخصوصا أن أميركا كان حاضرة "كل تفصيلة" من تفاصيل زيارة الأسد لموسكو وفقا لما أكده الأسد سيكون وفقا لتقاطع المصالح وللأسف "الإرادة الأميركية"
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 876 - الجمعة 28 يناير 2005م الموافق 17 ذي الحجة 1425هـ