العدد 876 - الجمعة 28 يناير 2005م الموافق 17 ذي الحجة 1425هـ

العراقي شعبان: شعب لا يقاوم محتليه هو شعب من العبيد

في مخيم "العمل" في منطقة الصخير

قال المفكر العراقي رئيس الشبكة العراقية لحقوق الإنسان عبدالحسين شعبان: "إن شعبا لا يقاوم محتليه هو شعب من العبيد، وأنا لا أظن أن الشعب العراقي كذلك". جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها شعبان في مخيم جمعية العمل الوطني الديمقراطي في منطقة الصخير تحت عنوان: "مستجدات الوضع السياسي في العراق".

وتم افتتاح مخيم جمعية العمل بأغنية أداها أعضاء من منتدى العمل الشبابي، تلتها كلمة لرئيس الجمعية عبدالرحمن النعيمي، رحب فيها بعبدالحسين شعبان، الذي بدأ محاضرته بالقول: "العراق كان بلد الرجل الواحد وتمت مصادرة السياسة فيه، وازدراء الفكر، وذلك بعد أن كان العراق بلدا مدنيا فتم ترييفه من جديد، وتمت مصادرة الحياة المدنية، لتسقط البلاد بعدها تحت نير الاحتلال، ودخلنا في حال لا نعرف نهاياتها، أنا لا أريد تقديم قراءة سوداوية للوضع أو قراءة تفاؤلية، لقد سقط النظام السابق بكل ما عليه في 9 أبريل/ نيسان ،2003 وتحولت البلاد تدريجيا لحال من الفوضى العارمة، ساهمت فيها تشكيلة مجلس الحكم، الذي شكل بنظام المحاصصة الطائفية، وهكذا عدنا إلى مرجعيات قديمة وتراجعت الهوية العراقية، يقول البعض إن هذه أخطاء الإدارة الأميركية، لكنني أستعير عبارة كتبها جهاد الخازن يقول فيها: "إن بول بريمر دمر التماسك العراقي"".

وأضاف شعبان "لقد جرى تفكيك الدولة العراقية، وتم رمي نصف مليون جندي عراقي إلى الشارع، وتم تفكيك الأجهزة الأمنية، فارتد العراقيون للمرجعيات التقليدية، وأصبح العراق غابة من البنادق ومن السيارات المفخخة، مع أن من جاءوا مع الاحتلال كانوا قد ملأوا الدنيا وعودا".

وأوضح شعبان أن "السياسة الأميركية في العراق مرت بثلاث مراحل هي: مرحلة الجنرال جي جارنر وكانت تمثل الحكم العسكري الأميركي المباشر وهذه فشلت بسرعة، لتتلوها مرحلة الحكم العراقي المدني بواسطة بول بريمر الذي حكم بواجهات عراقية، وأصدر بريمر نحو مئة من القرارات والقوانين مما ليس من صلاحياته إضافة إلى مخالفتها لاتفاقات دولية، وهذه القرارات والقوانين أثرت على بنية الدولة العراقية، كحل الجيش والأجهزة الأمنية، وتم إقرار قانون إدارة الدولة المؤقت خلال فترة مجلس الحكم، وهذا القانون عوم عروبة العراق، ووضع ألغاما في وجه الحركة الوطنية العراقية، وجعل القوات العراقية تحت إمرة القوات المتعددة الجنسيات، التي تقودها أميركا، كما أن موضوع السماح بازدواجية الجنسية هو لغم أيضا، صحيح أن الجنسية نزعت سابقا من عشرات الآلاف من اليهود، ولكن خصوصا في ضوء الصراع العربي الإسرائيلي ألا ترجع الجنسية إلى أي يهودي عمل في المخابرات الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي، أما المرحلة الثالثة من السياسة الأميركية في العراق فهي ما سمي بمرحلة نقل السلطة للعراقيين إثر تشكيل حكومة علاوي".

وقال شعبان: "إن الانتخابات في العراق بحاجة إلى أن تجرى في أوضاع آمنة وسليمة، وهناك من يقول: كلما اقترب موعد الانتخابات فإن موعد الحرب الأهلية قد اقترب أيضا، إن دورة العنف بدأت في العراق بعد تشكيل مجلس الحكم، واختلطت المقاومة الشريفة بغيرها، إنني أتصور أن شعبا لا يقاوم محتليه هو شعب من العبيد، وأنا لا أظن أن الشعب العراقي كذلك، صحيح أن هناك أفعالا إجرامية من أناس متعطشين للدم، وإلى قطع الرؤوس، إنني أعتقد أن المجموعات التي تمارس العنف في العراق هي خمس مجموعات أولها بقايا النظام السابق وبعض المطلوبين، وأناس ذهبوا للدين بطريقة تعصبية انغلاقية، ومجموعة ثالثة هم الذين لم يرغبوا في تغيير المعادلة العراقية، تغييرا يحولهم إلى فئة مهمشة، ومجموعة أخرى هي خليط من التيارات الناصرية والبعثية والقومية والإسلامية، والمجموعة الخامسة هي مجموعة تنظيم القاعدة والزرقاوي".

وأكد شعبان أن "هناك حرية تعبير في العراق، فلنا أن ننتقد المحتل وأن نعتصم وأن نقاوم سلميا، هذه نقاط مضيئة في هذا المشهد السلبي السوداوي". وأشار شعبان في ختام حديثه إلى أنه لا يدري "كيف ستكون النتائج في العراق، وخصوصا أن دورة العنف مستمرة"

العدد 876 - الجمعة 28 يناير 2005م الموافق 17 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً