كشف رئيس دائرة العلوم العصبية في مجمع السلمانية الطبي استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي عن "استقبال ست حالات تعاني من مضاعفات بعد إجراء عملية جراحية لها في العمود الفقري في مستشفيات أخرى داخل البحرين أو خارجها خلال العام ،2004 كما استقبلت الدائرة حالة واحدة تعاني من مضاعفات بسبب عملية في الدماغ أجريت في مستشفى آخر".
وقال: "من الحالات التي وصلت إلى السلمانية، امرأة أجريت لها عملية جراحية في الرقبة لمعالجة التهاب في الحبل الشوكي، ولم تكن حالتها تستدعي إجراء مثل هذه العملية لعلاج الالتهاب، وترتب على العملية إصابتها بشلل في أطرافها الأربعة".
وعلى صعيد متصل ذكر الدرازي "أن بعض المستشفيات الخاصة تجري عملية في الدماغ للمرضى وتخرج في الصحافة، وتصرح بأن هذه العملية تجرى للمرة الأولى في البحرين وهي نادرا ما تحدث في العالم، وهذا غير صحيح، فمثل هذه العملية تجرى في مجمع السلمانية الطبي، وتجرى في العالم باستمرار وهي ليست بالعمليات الغريبة"، منوها إلى "أن مثل هذه التصريحات تعد استغفالا لعقول الناس".
السلمانية - علي العليوات
كشف رئيس دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي في حديث إلى "الوسط" عن "استقبال الدائرة خلال العام 2004 ست حالات تعاني من مضاعفات بعد إجراء عمليات جراحية في العمود الفقري في مستشفيات أخرى سواء داخل البحرين أو خارجها، كما استقبلت الدائرة حالة واحدة تعاني من مضاعفات بسبب عملية في الدماغ أجريت في مستشفى آخر".
وفي رده على سؤال عن كيفية التصرف مع مريض يصل إلى السلمانية بسبب مضاعفات من جراء عملية في مستشفى آخر، قال: "نحن لا نرفض استقبال أي مريض مهما تكن حالته، لأن مجمع السلمانية الطبي مستشفى حكومي، وليس من حق الطبيب رفض أي مريض".
مردفا بالقول: "عندما تصل الحالات التي تعاني من مضاعفات نحاول مساعدتهم بهدف علاج ما يمكن علاجه، وتلقينا الكثير من الحالات، منها على سبيل المثال حالات عانت من مشكلات في الجهاز العصبي نتيجة إجراء عملية في مستشفى آخر، ومن هذه الحالات إحدى النساء أجريت لها عملية جراحية في الرقبة لمعالجة التهاب في الحبل الشوكي، ولم تكن حالتها تستدعي إجراء مثل هذه العملية الجراحية لعلاج الالتهاب، وترتب على العملية الجراحية إصابتها بشلل في أطرافها الأربعة".
وأضاف "هناك حالة أخرى لإحدى النساء أيضا أجريت لها عملية جراحية في إحدى الدول العربية في العام قبل الماضي، وكانت العملية عبارة عن إزالة ديسك في الظهر، وأدت العملية إلى جرح شريان الأورطة في البطن، فتعرضت لنزيف شديد في البطن وجلطة في الأوردة، فأصيبت نتيجة ذلك بشلل في رجلها اليسرى، ومازالت تعاني من مضاعفات هذه العملية".
ويواصل الدرازي "من الحالات الأخرى، اقترحنا على أحد المرضى إجراء عملية منظار لإزالة كيس في الدماغ، ولكنه لم يأخذ بكلام الأطباء في البحرين وسافر إلى إحدى الدول العربية للعلاج، فأجريت له عملية فتح في الرأس وإزالة الكيس، وترتب على ذلك فقدانه البصر، وقد كنا نتوقع أن عملية المنظار لن تترتب عليها مثل هذه المضاعفات".
وقال: "هذه بعض الأمثلة من الحالات التي تصل إلى مجمع السلمانية الطبي، والحالات التي نستطيع التعامل معها بشكل جراحي لا نتردد في مساعدة المريض فيها، إذا كنا نشعر بأن حالته ستتحسن بعد إجراء العملية، أما إذا شعرنا بأن العملية ستسبب له مضاعفات فاننا لا ننصحه بإجراء العملية"، مضيفا "جراحو الدماغ في مجمع السلمانية الطبي لا يجبرون المرضى على إجراء العملية إذا لم تكن حالتهم طارئة، أما إذا كانت حالة المريض طارئة فانهم يبذلون جهودا لإقناع الأهل على الموافقة على إجراء العملية، وتطلبت بعض الحالات تدخل الشرطة لإجبار الأهل على إجراء العملية للمريض".
وذكر رئيس دائرة العلوم العصبية "أن الأطباء يشعرون بالضيق إذا نصحوا المريض بشيء ولم يأخذ بنصيحتهم، فيذهب لإجراء العملية في مستشفى آخر ويتعرض بعد ذلك لمضاعفات، ومثال ذلك حالة مريض راجع الدائرة قبل فترة وكان يعاني من ديسك صغير بين الفقرة القطنية الخامسة والعجزية الأولى، ونصحه الأطباء بعدم إجراء العملية، ولكنه لم يستمع لنصائحهم وسافر إلى إحدى الدول العربية لإجراء العملية، وعاد مرة أخرى وهو يعاني من ألم شديد، وحدث له تليف "تكون ألياف تضغط على العصب فتزيد الآلام" وأدى ذلك إلى حدوث ضعف في جزء من القدم".
وقال الدرازي: "بعض المرضى يعتقدون أن الأطباء في البحرين لا يفهمون، ولكن نقول لهم، إذا راجعتم أحد الأطباء ولم ترتاحوا لاستشارته فعليكم بمراجعة طبيب آخر، وليس اتخاذ قرار السفر إلى الخارج مباشرة"، منوها إلى "أن أكثر من مريض عادوا وراجعوا مجمع السلمانية الطبي بعد إجراء عملية في الخارج".
وعلى صعيد متصل قال استشاري جراحة الدماغ والأعصاب: "بعض المستشفيات الخاصة تجري عملية في الدماغ للمرضى وتخرج في الصحافة، وتصرح بأن هذه العملية تجرى لأول مرة في البحرين وهي نادرا ما تحدث في العالم، وهذا غير صحيح، فمثل هذه العملية تجرى في مجمع السلمانية الطبي بالمجان، وتجرى في العالم باستمرار وهي ليست بالعمليات الغريبة"، منوها إلى "أن مثل هذه التصريحات تعد استغفالا لعقول الناس".
وأوضح الدرازي "بعض المستشفيات الخاصة تصور حالة المريض بأنها ميئوس منها، وأن المريض إذا لم يجر العملية في أسرع وقت فإنه سيفقد حياته"، مؤكدا في الوقت ذاته "أن عددا من الحالات التي تعرضت لمضاعفات بعد إجراء عملية في المستشفيات الخاصة أو في الخارج وصل بها المطاف إلى المحاكم".
واستطرد قائلا: "دائرة العلوم العصبية تحتوي على كثير من التخصصات الدقيقة، وتقوم بكثير من العمليات التي تجرى في باقي دول العالم"، مشيرا إلى "تفرد الدائرة في علاج الاستسقاء الدماغي، أورام الدماغ وبعض الأنزفة الدماغية عن باقي المستشفيات في البحرين".
وتقدم الدائرة بحسب الدرازي - استشارات متنوعة للمرضى، ويمكن تقديم الاستشارات بالهاتف كذلك، فهناك الكثير من المرضى الذين يصابون على سبيل المثال بسكتة دماغية ويتصلون للاستفسار عما يجب عمله.
وفي سؤال عن حجم المضاعفات التي تحدث بعد إجراء عملية في مجمع السلمانية الطبي، أجاب الدرازي: "نحن لا ننكر حدوث مثل هذه المضاعفات، ولكن قبل إجراء العملية نخبر المريض بالمضاعفات التي من المتوقع ان يتعرض لها بعد إجراء العملية، ونشرح له هذه التوقعات التي بنيت على أساس التجربة أو الدراسة التي أجريت على عدد من الحالات، ويعتمد ذلك على نوعية المرض".
وقال: "أكثر المضاعفات التي تحدث تكون ناتجة عن الحوادث المرورية، والجزء الأكبر يكون ناجما عن الحادث ذاته، وجزء منها نتيجة إجراء العملية الجراحية، وقد تكون المضاعفات عبارة عن التهاب في الجرح أو الدماغ أو قد تحدث تشوهات".
وأبدى استغرابه من لجوء المرضى الذين يتعرضون لمضاعفات بعد إجراء عملية في مجمع السلمانية إلى الصحافة ويصورون المستشفى بأنه متخلف، بينما إذا حدثت المضاعفات بعد عملية في مستشفى آخر في البحرين أو خارجها يلتزم المريض الصمت ولا يلجأ إلى الصحافة.
وذكر "أن دائرة العلوم العصبية تجري عمليات المخ، علاج أمراض الجهاز العصبي، تخطيط الدماغ، تخطيط العضلات، تأهيل المرضى المصابين بأمراض الجهاز العصبي"، منوها إلى أن "هذه الدائرة هي الوحيدة من نوعها في البحرين، إذ لا يوجد في المستشفيات الأخرى مثلها. ويعمل بها أكثر من 20 متخصصا في مختلف المجالات"
العدد 876 - الجمعة 28 يناير 2005م الموافق 17 ذي الحجة 1425هـ