العدد 875 - الخميس 27 يناير 2005م الموافق 16 ذي الحجة 1425هـ

عبدالرحيم: تجمهر المواطنين يعرقل عمل رجال الإسعاف

أكد أن 70% من الحالات غير طارئة

كشف رئيس قسم خدمات الإسعاف في مجمع السلمانية الطبي محمد عبدالرحيم أن "ما مجموعه 30 في المئة من جملة نداءات الحالات الطارئة التي يتلقاها القسم، تتطلب وجود سيارة للإسعاف، أما البلاغات الأخرى التي تقدر نسبتها بـ 70 في المئة لا تستدعي وجود مسعفين، إذ تتوزع الحالات المرضية بين أوجاع في الظهر أو الرأس أو البطن". ودعا المواطنين إلى عدم التجمهر عند نشوب الحوادث المروعة، إذ يعرقل حركة السير، ويحول دون وصول رجال المرور والإسعاف إلى المكان، كما يتسبب في نشوب حوادث أخرى، نتيجة توقف بعضهم في مواقع خطرة من الشارع بقصد الفرجة. وناشد عبدالرحيم المواطنين "بإعطاء الموظفين في بدالة قسم الإسعاف، التفاصيل والمعلومات الكافية عن الحالات المرضية في المنازل، لكي ترسل سيارة الإسعاف المناسبة لهم، ولتستغل السيارات الأخرى لمرضى آخرين".


نفى تهورهم على الطرق

عبدالرحيم: سائقو الإسعاف تلقوا تدريبات خاصة بـ "إدارة المرور"

الوسط - أحمد الصفار

نفى رئيس قسم خدمات الإسعاف بجمع السلمانية الطبي محمد عبدالرحيم، ما تردد أخيرا عن تهور رجال الإسعاف في الطرق، أثناء أدائهم مهماتهم الإنسانية في إنقاذ الحالات الطارئة، الناجمة عن الحوادث البليغة، وإصابات الحرائق، والحالات المرضية الأخرى.

وأكد أن سائقي سيارات الإسعاف يتلقون تدريبات خاصة في إدارة المرور، تشتمل على دورات عملية وتدريبية متخصصة، أعدت للذين يعملون في مختلف مجالات الحالات الطارئة، كما أنهم التحقوا في دورات خاصة بالاسعافات الأولية، ويقومون بتقديم المساعدة لطاقم المسعفين، أثناء نقل الحالات الطارئة.

وبالنسبة للحادث الذي تورطت فيه إحدى سيارات الإسعاف الأسبوع الماضي، أوضح بأن "سيارة الإسعاف كانت متجهة نحو منطقة مقابة، لجلب مريضة تعاني من ضيق التنفس، وفي أثناء مرورها بالإشارة الواقعة على الشارع المؤدي إلى مجمع الدانة في قرية السنابس، والتي كانت حينها تشير للون الأخضر، فوجئ سائق سيارة الإسعاف بسائق آخر "غير منتبه"، كان متجها من جهة الشرق "البديع" نحو الغرب "السوق المركزي" متجاوزا الإشارة الحمراء، الأمر الذي أدى لتصادم شديد بينهما".

وشدد في الوقت ذاته على "التزام سائقي سيارات الإسعاف بقواعد المرور والسلامة، فهم في الغالب يتخذون المسار الأيسر من الشارع عند ذهابهم لأداء عملهم، مستخدمين الإنارة الحمراء، وبوق التنبيه إذ إن سيارات الإسعاف تحتوي على أكثر من نوع واحد للأصوات المنبهة، فعند انطلاق السائق يقوم باستخدام الصوت المنخفض، وعند اقترابه من إشارة المرور فإنه يطلق الصوت القوي لينبه السائقين بضرورة إفساح الطريق، مع الإبقاء على الأنوار حتى وصوله لموقع الحادث".

ومضى قائلا "لابد من الإشارة إلى أنه عند وصول سيارة الإسعاف للإشارة الضوئية، يعمد بعض السائقين للسير خلفها حتى وإن كانت الإشارة حمراء، الأمر الذي قد يتسبب في الكثير من الحوادث المرورية الخطرة، في حين أن عليهم اتخاذ المسار الأيمن أو الأيسر لإفساح المجال لسيارة الإسعاف لمواصلة سيرها".

وقال عبدالرحيم "الحوادث قد تصادف سيارة الإسعاف أثناء ذهابها لإحدى الحالات الطارئة، ذلك أن سائق السيارة ليس لديه تفاصيل دقيقة بشأن الوضع العام للمريض الذاهب إليه، فهو يسعى للوصول سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والمتصل الذي يتصل طلبا خدمة الطوارئ، لا يقدم تفاصيل مهمة عن الحالة الصحية للمصابين، لأن وضعه النفسي عند وقوع الحادث، لا يسمح بسرد الكثير من حيثيات الموقف".

وأضاف "أما في حال عودة سيارة الإسعاف بالمريض للمستشفى، فإن احتمال تعرض السيارة لحوادث يكون أقل احتمالا، خصوصا أن المسعفين لديهم كل ما يحتاجونه من معدات طبية حديثة وأجهزة متطورة، فلا داعي لأن يستخدم السائق السرعة القصوى في هذه الحالة".

وكشف عن وجود "جهاز متطور يقوم بتسجيل جميع المكالمات الصوتية الصادرة والواردة إلى قسم خدمات الإسعاف، متضمنا وقت المكالمة وتاريخها وتوقيت بدايتها ونهايتها".

وبشأن آلية توزيع خدمات الإسعاف وتصنيفاتها، بين أن سيارات الإسعاف والمسعفين تم توزيعهم وفق حالات مرضية محددة، فالسيارة الخاصة بمرضى القلب تختلف في تجهيزاتها الفنية، عن سيارة مرضى الحوادث البليغة، أو حالات الولادة التي تتم في المنزل، أو المشكلات المرضية الأخرى المرتبطة بآلام الظهر والبطن وارتفاع درجة الحرارة". مؤكدا عدم "رفض قسم الإسعاف لأي نداء إنساني في مختلف أرجاء البلاد، ولكل وضع طارئ هناك سيارة خاصة يتم إرسالها".

ونوه بأن "السائق البحريني في السابق، كان يعد مثالا يحتذى به من جهة التزامه بقواعد السير والمرور، فهو أول من استخدم حزام السلامة في منطقة الخليج، أما الآن ف 50 في المئة من عدد السائقين في البلاد، لا يلتزمون بالقواعد تلك، فترى الوالدين وقد وضعا أحد أبنائهما بين ذراعيهما وهما يحركان مقود السيارة".

واستطرد "في المقابل نلحظ اليوم أن مدينة دبي تفوقت علينا، وعلى الكثير من الدول المجاورة، في جانب تطبيق السلامة المرورية على الطريق، واتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يخالف القوانين المرورية".

وأشاد عبدالرحيم بسائقي سيارات الإسعاف في البلاد، الذي يعدون من صفوة السائقين في المنطقة ممن يعملون في هذا المجال، مشيرا إلى أن "وزارة الصحة تقوم سنويا في أسبوع المرور بتكريم السائقين المثاليين العاملين في الوزارة، وكذلك سائقي سيارات الإسعاف المتميزين".

وشكا من سوء "استخدام المواطنين لخدمة الإسعاف التي تقدم لهم، إذ إن 30 في المئة من مجموع حالات النداءات الطارئة تتطلب وجود سيارة للإسعاف، أما بقية النداءات التي تقدر نسبتها ب 70 بالمئة فلا تحتاج لوجود مسعفين، وهي غالبا ما تكون حالات مرضية بسيطة جدا، كالإصابة بآلام في الظهر وأوجاع في البطن والرأس، وذلك حسب إحصاء سنوي قام به القسم مؤخرا، ضمن إحصاءات أخرى يعمل على إعدادها بصورة يومية وشهرية وسنوية".

وطالب المواطنين "ممن يطلبون خدمة الإسعاف في منازلهم إعطاء التفاصيل والمعلومات الكافية، حتى يتم إرسال السيارة المناسبة لهم، لكي لا يتم العمل بصورة عشوائية فترسل سيارة معدة بأحدث الأجهزة لمريض يعاني من أعراض بسيطة، في حين تفوت الفرصة على مرضى آخرين هم بأمس الحاجة لهذه الأجهزة والمعدات".

ودعا عبدالرحيم إلى احترام "رجال الإسعاف والمرور والحريق"، واصفا إياهم بـ "الجنود المجهولين الذين تركوا أبناءهم وأهاليهم من أجل السهر على راحة المواطنين، فليس أقل من أن يحترموا ويقدروا لقاء ما صنعت أيديهم".

وانتقد أولئك الذين يتجمهرون عند نشوب حوادث بليغة على الطريق، والذين بدلا من أن يقوموا بإسعاف المصابين، يعملون على عرقلة حركة السير ويحولون دون وصول رجال المرور والإسعاف لموقع الحادث، مع بقائهم في أماكنهم دون حراك يأملون الفرجة فقط، ما يتسبب في نشوب حوادث أخرى نتيجة لتوقفهم في وسط الشارع.

وأمل من "أهالي المصابين عدم الاندفاع لسيارة الإسعاف لمرافقة المريض، لأن ذلك يعيق عمل المسعفين ويعرقل سير عملهم، في الوقت الذي تم تخصيص تأمين شامل لكل من السائق، والمسعف، والمريض، والمرافق، ضد مختلف الأخطار المحتملة على الطريق، وهو ما لا يشمل سواهم، لذلك لا يسمح بمرافقة أكثر من فرد للمريض، لأنهم لن يشملوا ضمن بوليصة التأمين"

العدد 875 - الخميس 27 يناير 2005م الموافق 16 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً