العدد 874 - الأربعاء 26 يناير 2005م الموافق 15 ذي الحجة 1425هـ

قبل الانتخابات البلدية... إلى أهل القطيف مع التحية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أحمل إلى القطيف والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ذكريات جميلة، ففي الوقت الذي كانت فيه أبواب البحرين موصدة في وجوهنا ما قبل مرحلة الانفتاح السياسي كان أهالي القطيف في استقبالنا. جئت إلى البحرين ثلاث مرات وطردت منها، وكان آخرها عندما جئت إلى مطار البحرين، إذ استقبلني المباحث، حققوا معي ثم قالوا لي: اختر مكانا نرجعك إليه، قلت لهم: أريد وطني، قالوا لي: غير مسموح لك بالدخول، قلت لهم: إذن أذهب إلى السعودية، وفعلا أرسلوني إلى السعودية، ذهبت إلى المنطقة الشرقية، مكثت ثلاثة أيام وجاءتني هناك الوالدة والوالد والأهل، ثم كررت الرجعة عبر الجسر وتم إرجاعي أيضا.

هذه الآلام أذابها دفء القطيف، وأتذكر أني نظمت أبياتا في القطيف، قلت فيها:

كم تسامرت في القطيف ليال

كان فيها اللقاء ودا وحبا

أنا في حبهم سكرت مرارا

فامتشقت الحسام سلما وحربا

يا قطيفا سمت فكانت علوا

كابرت في العلى سماء وشهبا

ما كتبته كان مقدمة للدخول في الموضوع... هذه الأيام تستعد المملكة العربية السعودية لدخول تجربة الانتخابات البلدية، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح يجب استثمارها لصالح الناس والمجتمع، وهي خطوة نتمنى أن تكون قطرة ديمقراطية في بداية هطول مطر الانفتاح السياسي، لذلك ينبغي علينا أن نبارك هذه الخطوة ونشجعها وأن نتفاعل معها. الأخبار تقول إن أهالي المنطقة الشرقية وأهل القطيف والأحساء لديهم طموح بالدخول في هذه التجربة الوليدة، وهناك من الأصوات الشعبية من تسعى إلى الدفع في هذا الاتجاه، وإن كانت هناك أصوات مازالت متلكئة في ذلك.

تجربتنا البحرينية يجب أن نضعها بين يدي أهلنا في السعودية، في القطيف وفي كل مكان كذلك، ونقول لهم: املأوا الكأس بكوادركم الوطنية حتى لا يملأها الانتهازيون... صحيح أن التجربة متواضعة ولكن عصفورين في اليد خير من عشرة على الشجرة، ادخلوا التجربة، ادفعوا نحو رفع السقف، ترافعوا عن حاجات الناس، وهذه بداية لثقب في جدار العتمة، إذا تركتم التجربة تسير من دون مشاركتكم فستضيعون فرصة تاريخية لكم وستكرسون الانعزال التاريخي الذي استمر سنين، وأفضل ضمانة للمجتمع السعودي هي الشخصيات المتوازنة الوطنية التي تسعى إلى ترسيخ الحوار الوطني بعيدا عن لغة التكفير أو الإرهاب.

ويجب هنا أن تسمع جميع الأصوات الوطنية والإسلامية المعتدلة، والأصوات الليبرالية التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، مع مراعاة الخصوصية الثقافية للمنطقة البعيدة عن هوس استنساخ كل ما هو غربي، ففي الغرب إيجابيات، وخصوصا في الانثربولوجيا، يجب استثمارها.

أملنا في أهل القطيف والأحساء والدمام والرياض، وكل المناطق المشاركة في انتخابات البلدية، ألا يكونوا على الرصيف. هذه تجربتنا البحرينية وكذلك العراقية بين أيديهم وليستفيدوا من واقعية السيد السيستاني وطبيعة قراءته للأمور. ولنقف جميعا مع المملكة العربية السعودية ومع الكويت ومع كل الخليج في الدفع نحو الديمقراطية، ونبذ أي إرهاب يقوض أي نظام خليجي أو عربي، فالأمن الوطني خيار للجميع

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 874 - الأربعاء 26 يناير 2005م الموافق 15 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً