العدد 874 - الأربعاء 26 يناير 2005م الموافق 15 ذي الحجة 1425هـ

صعاليك حسن عجمي أيضا

يمضي الغروب سريعا، في القطار العابر، إلى ستوكهولم وأنا مازلت أطقطق أصابعي وأيامي في انتظار من تجلس جنبي لتفتح حقيبتها وتريني صورة جان دمو مضطجعا على الساحل الأسترالي. ..

بينما مفتش التذاكر يحدق في وجهي ليرى تقاسيم "النفط مقابل الغذاء"

أو "الأرض مقابل السلام"

أو يا ليل يا عين

وحده كزار حنتوش بأيامه الناحلة، يقعي على بيضة أحلامه، وينتظر أن تفقس عن قطار ينقله إلى برشلونة، أو ديك يبيعه في "سوق الغزل"، أو قصيدة في مديح الخراب

واكتفى حسن النواب بشرب بطل عرق مغشوش، لوحده، احتفاء بغيابنا المبكر

ساحلا وراءه خمس معد فارغة ووطنا من دبابيس

ما الذي تأكل الشعوب المحاصرة أثناء المجاعات غير خطب قادتها

تزحف أعمدة الكهرباء ورائي، مديرة ظهرها

والمدينة تزحف أيضا،

ومديرية الأمن،

والشتائم،

وأغاني وحيدة خليل:

"بصوتي صحت يمه أحا جاوين أهلنه

جاوين أهلنه...

جاوين"

أين أهلنا يا عبدالرزاق الربيعي،

أين أهلنا، يا بن زريق البغدادي؟

يا فضل خلف جبر،

يا محمد الجوراني والحمراني، يا لوركا، يا أمل، يا نجاة، يا حسن، يا علي السوداني، يا ميثم التمار، يا قاسم البريسم، يا قاسم حول، يا جعفر طاعون، يا ابراهيم أحمد، يا أحمد الشيخ

يا طالب عبدالعزيز

يا سليمان جوني

يا جواد الحطاب

يا فليحة حسن،

يا صموئيل شمعون،

يا باب الحوائج

وما تبقى من الأصدقاء في مقهى حسن عجمي، اكتفوا بشرب الشاي

وتبادل نصوصنا المفخخة...

وعلى الكراسي الفارغة التي تركناها منذ 1993

سأجلس في انتظار شيخوختي، التي ستعود - ذات يوم - على عكازين

ساخرة من كل ما مضى

وما... سيأتي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً