العدد 874 - الأربعاء 26 يناير 2005م الموافق 15 ذي الحجة 1425هـ

آلة تربوية إسرائيلية تنزع عن العربي إنسانيته

رام الله - محمد أبوفياض 

تحديث: 12 مايو 2017

كشف اصدار ادبي جديد أن المؤسسة الاسرائيلية تتبعت آلة تربوية روجت النصوص التي تلهب المشاعر القومية الشوفينية وتنزع عن الآخر العربي إنسانيته تمهيدا لتبرير إلغائه. وكان صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب "ما أروع هذه الحرب" نصوص ورموز عسكرية ظاهرة ومبطنة في الأدب الإسرائيلي، لدان ياهف، ويقع في 144 صفحة ويتتبع الكتاب كيفية بلورة الروح العسكرية عبر تتبع الآلة التربوية التي استعملتها المؤسسة الإسرائيلية لتنشئة أجيال من الإسرائيليين العنيفين إلى حد كبير، وعمدت هذه "الآلة" وفق الكتاب على ترويج النصوص التي تلهب المشاعر القومية الشوفينية من جهة ومن جهة أخرى تنزع عن الآخر العربي إنسانيته تمهيدا لتبرير إلغائه.

ويتناول الكاتب دان ياهف "باحث في التاريخ والجغرافيا" مئات النصوص الأدبية لتأكيد أن الأدب العبري متخم بالمفاهيم التعبوية المشحونة، على رغم اقتصاره على مجالي أدب الأطفال والكبار من دون تناول الثقافة الإسرائيلية بشكل عام، وأيضا ليس كتب ألوية الجيش ونشرات تخليد القتلى ويوميات المعارك، كذلك لم يجر تحليل كتب نظرية بحتة.

وترجم الكتاب وقدم له الكاتب سلمان ناطور، الذي قال في مقدمته إن آلة محكمة ومتطورة عملت على صوغ وعي هذه الأجيال، في المدارس والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام وفي الأدب والفن، إنها آلة التربية على العسكرة، وهي آلة ترويج النصوص التي تلهب المشاعر القومية الشوفينية من جهة، ومن جهة أخرى تنزع كل صفة عن "العدو" أي عن العربي.

وأضاف أن العربي في هذه النصوص هو مخلوق حقير ولا يستحق الحياة واليهودي الإسرائيلي في القرن العشرين يقوم بمهمة تاريخية. إنه يعيد كيان الدولة اليهودية القوية بعد ألفي عام... اليهودي الإسرائيلي يسجل صفحات بطولية في هذه الحقبة من التاريخ وعمله البطولي هو أقرب إلى المعجزة.

وتابع أنه على هذه العقلية ينشأ الإسرائيليون، ولهذا السبب فإن تشريد شعب بأسره من وطنه وتحويلة إلى لاجئين والسيطرة التامة على وطنه وبيته وأرضه، كل هذا يصبح مقبولا وعاديا وفقا لهذا الوعي ويستطيع معظم الإسرائيليين التعايش معه، لأنه في نظرهم مبرر دينيا، بوعد إلهي، وسياسيا بدعم عالمي، وأخلاقيا بمنطق البقاء للأقوى ولا أحقية للعربي على هذا المكان أو في هذه الحياة.

وقال إن من يعود إلى أدبيات الحركة الصهيونية منذ بدايات القرن العشرين سيقرأ النصوص الأدبية التي وصفت هذه البلاد، ففي مطلع القرن وبداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدأت عملية نشر نصوص تصور فلسطين، بلغات هؤلاء المهاجرين وباللغة العبرية عند من تعلمها، وتصفها بأنها صحراء قاحلة في الجنوب وفي الشمال تكثر فيها المستنقعات وأن سكانها من البدو الرحل البدائيين والقذرين والذين يكرهون اليهود، ونشرت القصص والقصائد التي تمجد الإسرائيلي الذي جاء إلى فلسطين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً