العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ

بغداد: الهجمات تتضاعف ومقاطعة الأحزاب تتزايد

"الوسط" تنشر آخر مقال للصحافية الفرنسية المختطفة فلورانس أوبيناس

المصطفى العسري comments [at] alwasatnews.com

في 5 يناير/ كانون الثاني الجاري اختفت الموفدة الخاصة لصحيفة "ليبراسيون" الصادرة في باريس، الصحافية الفرنسية فلورانس أوبيناس، ومرافقها العراقي الصحافي حسين حنون المعتمد من قبل عدد من وسائل الإعلام الفرنسية في العراق منذ سنوات.

في يوم اختطافها كان لقراء "ليبيراسيون" موعد مع آخر رسائلها الصحافية من العاصمة العراقية "بغداد"، والتي تعيش تحت وطأة الاحتلال الأميركي. وفيما يأتي الترجمة الكاملة لمقال الصحافية المختطفة كما نشرته "ليبيراسيون":

بغداد - "مبعوثتنا الخاصة" فلورانس أوبيناس

يخيم هدوء غير عادي على وسط بغداد الذي يكاد يخلو من السيارات ومنبهاتها في شوارعها التي حفرت المصفحات "إسفلتها". كما لاتزال معظم الأحياء السكنية هادئة والمدارس شبه خالية والمحلات التجارية مغلقة. المباني الرسمية ومحل إقامة الوزراء محروسة. أما مقرات الأحزاب السياسية ومحافظات الشرطة، فيبدو أنها وضعت من قبل تحت حظر التجوال. كل ذلك على رغم كوننا في رابعة النهار، إذ لا يتردد داخل هذه المدينة المشلولة الحركة سوى سؤال واحد: أين ستكون الضربة المقبلة؟

لقد تم تحديد الانتخابات البرلمانية في العراق بيوم 30 يناير، ولاتزال الهجمات تطبع كل يوم من الحملة الانتخابية. ففي أمس هز الانفجار الأول زجاج النوافذ بالعاصمة في الساعة الثامنة. كانت سيارة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة خلفت 12 قتيلا. بعد ذلك، تحكمت في الوضع بعض نيران المدفعية الصادرة من الأحياء الجنوبية. بعد ذلك بساعة، وفي شمال المدينة هذه المرة، فتح مسلحون في كمين النيران على موكب رسمي. كان بعض المارة بجانب السيارات المحترقة يسألون في شيء من الأدب: "من كان هنا؟"، وقتل على الفور بائع سجائر وحارسان ومحافظ المدينة. يؤكد أحد الشهود أن بائع السجائر يدعى حامد، ولكن لا أحد منهم يتذكر اسم المحافظ. كان يدعى علي راضي الحيدري وقد كان إلى عهد قريب يعبر عن ضيقه من غيابه عن ذاكرة الناس في إحدى المرات النادرة التي ظهر فيها علنيا. وقد عاد من منفاه بلندن. وكان عين محافظا منذ حوالي خمسة أشهر. وقد وعد بضرب "العمليات التخريبية بيد من حديد". وهو من الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة من سكان البلاد الذين استبعدوا من حكم البلاد من قبل صدام. كان يقول عن الانتخابات: "سنكسبها لا محالة"... وتبنى تلك العملية الأردني أبومصعب الزرقاوي.

يطلق صاحب إحدى مقاهي الإنترنت زفرة طويلة قبل أن يقول: "هؤلاء السياسيون الجدد ما نكاد نجد الوقت الكافي لحفظ أسمائهم حتى يكونوا قد قتلوا"! وهو يعرف جيدا أنه عندما تخمد أصوات النيران سيقبل نحوه فتيان الحي السكني لدخول المواقع الإسلامية لمعرفة أي من المجموعات المسلحة الثلاث أو الأربع النشطة في العراق تتبنى العملية. ويضيف "لا يشاهد الصبية سوى ذلك أو المواقع الإباحية"!

لقد انتقل الحديث عقب كل عملية عن احتمال تأجيل الانتخابات مثل حفل جنائزي إلى الوسط السياسي المتكون من الوزراء والنواب الذين ظهر معظمهم مع قدوم الأميركيين. وفي غالب الأحيان، تعد أمرا لا يمكن تأكيده. يقول أحد الجامعيين: "نحن نرتاب كثيرا في أولئك الذين نعرفهم، إنهم أتباع صدام حسين".

ثم دار الجدل هذه المرة بين وزير الدفاع الشعلان ووزير الخارجية زيباري. لقد دعا الأول "الإخوة العرب في مصر وفي بلدان الخليج إلى التوسط لدى السنة حتى يشاركوا في الانتخابات"، إذ إن المجموعات المسلحة التي تنحدر من هذه الطائفة التي تمثل أقلية في العراق، لكنها كانت محظوظة في عهد صدام حسين تهدد الذين سيشاركون في الانتخابات. وقد انسحب حديثا الحزب الإسلامي العراقي أحد أهم التشكيلات السنية. واقتصرت المنافسة في بعض مناطق هذه الطائفة على قائمتين فقط مقابل أكثر من 150 قائمة في بغداد. ويضيف وزير الدفاع قائلا: "إن مثل هذه المقاطعة تعني أن نصف المجتمع العراقي سيكون غائبا عن الانتخابات. فإذا كانت المشاركة السنية تتطلب تأجيلا ربما يكون ذلك ممكنا".

ولكن هوشيار زيباري يتمسك بألا يكون هناك تأجيل. ويفسر ذلك المحيطون به بالقول: "ليس لدينا ضمان بأن تكون الأمور أفضل خلال ثلاثة أشهر".

وقد أعادت الولايات المتحدة الأميركية عقب ذلك، تأكيد التمسك بموعد 30 يناير "باعتبار ذلك إرادة عراقية"... مباشرة إثر ذلك حوالي الساعة السادسة مساء هز بغداد انفجار جديد

العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً