العدد 872 - الإثنين 24 يناير 2005م الموافق 13 ذي الحجة 1425هـ

جسدها يجر الأسئلة...

الدمام - ناصر الجاسم 

تحديث: 12 مايو 2017

سيروا سيروا المسافة يوم وامرأة. .. سيروا سيروا وقبل المسير احلبوا نساءكم وحجروا بناتكم فالمسافة محددة... سيروا سيروا وقبل ان تحزموا امتعتكم احزموا الليف حول العذوق الخضراء فالمسافة في قلب واحد وأنتم تحملونه... سيروا سيروا لايزال الديك عند المغيب يجمع الدجاجات ويتمتع بصحة جيدة والمسافة دنيا داخل دنيا... سيروا وأنا قد لبست حزام العفة منذ ان صرت اغتسل وحدي وانفرد أبي بيدي أمي والمسافة اذا انتهت تمت طهارة الرضيع.

كانت تتحدث اليهم والشمس تضطهد جسدها الدقيق المتماسك والريح الخفيفة تلصق ثوبها بالجزء الذي لا تراه من جسدها.

متروك هذا الجزء للريح تشاغبه بثوبها الأسود ولزواحف الصحراء تتغزل فيه... تنظر اليه مليا ثم تندس في حجورها وتتزاوج وهم ينظرون بفزع الى عينيها المطلتين من برقعها الذي يشارك الشمس في اضطهادها.

الحقد يزيد عينيها جمالا والخوف يزيد عيونهم شيخوخة وذكور الزواحف تضخ اللذة في اجساد إناثها.

اعطتهم الجزء الذي لا تراه من جسدها وشعرها الذي يضطهد نساءكم ثم كشفت عن وجهها برفع برقعها ورميه على رأسها فصارت الريح الخفيفة تشاغب الجزء الذي تراه من جسدها بثوبها الأسود ودخلت الزواحف متحدية طامعة في المزيد من الغزل جحورها وتركت لها رمال الصحراء الصفراء التي تضطهد قدميها العاريتين لترسم عليها آثار بنانات اصابع قدمي امرأة لم تحبل ولم تتسع خطوتها.

قال حامل الماء وخازن البارود وحافظ الطريق: الشتاء والصيف لا يتداخلان... والليل ليل والنهار نهار لا يتشابهان... والحزن حزن والفرح لا يجتمعان... سيروا سيروا وانظروا عاقبة المسافة... سيروا سيروا وانظروا جور امرأة... سيروا سيروا فبيننا وبين الموسى يوم... سيروا سيروا والجمال الضالة دواب وبيض النعام ماه والعشب اليابس نار... سيروا سيروا والمرأة ناقصة نجسة... وجدوا بئرا تعوم في فاعها جعلان ميتة وعلى حوافها براز جاف لجوارح تحوم في السماء الأولى.

قال المنجم الضارب في الرمل بكفيه: لو اننا في الشتاء فستون رعدا وستون برقا وستمطر ولكننا في الصيف، لا رعد ولا برق... اشربوا مما ابقته لكم الطير والشهور الستة الماضية من الشتاء والا هلكتم قبل ان تصلوا الى الموسى.

وجدوا ناقلة جرباء محروق ردفها الأيمن وضرعها محاط بالدمامل والقروح...

قال الحطاب: هذه الناقة لا تحمل احدا ولا حطبا... ان تركتموها سقطت في البئر ومنعتكم الماء... اذبحوا واشووا لحمها لعله يعينكم على ما بقي من الطريق.

أكلوا وشربوا فامتلأت بطونهم وقلت خطواتهم...

قال حامل الماء وخازن البارود وحافظ الطريق: الضائعة تعوضونها اذا نمتم ووقت نومكم اعوضه لكم اذا سلكتم معي طريقا من هذه الطريق السالكة.

ناموا ونامت ارجلهم ولم تنم قلوبهم... استيقظوا والجوارح ترفرف على وجوههم وتخمشها.

سلوا بنادقهم وأفرغوا البارود في الجوارح فتساقطت حولهم... سلكوا الطريق الوعرة فعطشوا وشربوا ماءهم، تعبوا فقلت خطواتهم.

قال الشاعر: ان سرنا الى الأمام هلكنا وان سرنا الى الخلف نجونا.

فما قطعناه اقل مما لم نقطعه والمرأة تصدق المشاعر.

عادوا اليها واليوم قد انتهى... وجدوها مخنوقة ببرقعها وحزام عفتها قد فسخ ولا تستطيع ان ترى الجزء الذي امامها ولا الجزء الذي خلفها من جسدها... ورأوا الديك ينقر عيني الرضيع والدجاجات تنقر معه والفئران تصعد النخلات تقرض أحزمة الليف وتنزل وذكور الزواحف انفصلت عن اناثها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً