العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ

وللذاكرة الدراسية أشياء أخرى... بعد الاستفزاز!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

جملة من تلك الأشياء الجميلة التي تظل محفورة في الذاكرة ولا مجال لنسيانها غير تلك الحوادث المأسوية الشخصية منها وغير الشخصية هي التي تحدث هنا وهناك، بالتأكيد بعض من هذه الذكريات الجميلة هي التي ترتبط بالذاكرة بشكل مباشر مثل الرحلات والسفر ولها طابع خاص، وهي نفسها تلك المرتبطة بما تحبه النفس البشرية وهم تحديدا أنا وأنت. .. كون هذه الذكريات تظل تختزن في أعماقها الأشياء الكثيرة مشبها إياها بـ Memory Card المستخدم لجهاز الحاسوب، فتظل أنت هنا رهين هذه الشريحة "الذاكرة" تتحكم بك كما تتحكم أنت في جهازك لتقلب مزاجك تارة بالفرح وأخرى بالحزن.

أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أتذكر... لاحظ... وأنا أتذكر... إذا هذه هي اللحظة التي يتم استفزاز الذاكرة لتنبش في خباياها بما تحتويه... لربما تحتوي الذكريات الحسنة مثل شهادة تقدير وجائزة عبارة عن ساعة حائط حصلت عليها في أول مسابقة رسم شاركت فيها في أسبوع المرور أقيمت في النادي البحري "وقد طلعوا المرور قيمتها أضعافا مضاعفة من خلال المخالفات المرورية والرسوم التي يستحصلونها مني!!"... أو تلك التي تذكرني بأيامي المسكينة في المدرسة وتحديدا في الصف السادس الابتدائي بمدرسة المأمون الابتدائية عندما كان مدرس اللغة العربية سامحه الله "كان يدرسنا لغة عربية ودين" يطالبنا في حصة الدين بإعراب "بسم الله الرحمن الرحيم"... وطبعا كالعادة محدثكم هو وصديقه حسين بن داوود أول الطلبة الخمسة عشر الذين يظهرهم على تلك السبورة الطبشورية العتيقة كوننا من الزبائن الذين لا نفقه في الإعراب شيئا بل كل شيء! لينقصنا الدرجات الخمس في كل مرة!

هذان نموذجان من تلك الذاكرة التي تحمل في جعبتها الكثير... لربما أنا الآن أحاول جاهدا أن أستفز فيكم ذاكرة أيام الدراسة بمحاسنها ومساوئها... كوني من الأشخاص الذين يحملون الكثير من الذكريات المأسوية في أيام الدراسة... لا لكون مستواي التعليمي كان عاديا جدا... ولكن من فرط ما رأيت من تعامل من بعض المدرسين... لأعيدها عليكم... بعض المدرسين وليس كلهم... لا لخوف ولكن الحق يقال... مشرف اجتماعي... تذكروا انني أقول "مشرف اجتماعي"... طريقته في حل القضايا الطلابية وشكاوى أولياء الأمور على أولادهم هو العنف... نعم... العنف والتهديد والوعيد... والتنفيذ في أحيان كثيرة إذ لا يكتفي بالتهديد والتخويف كما نفعل نحن الآن... ففي مدرسة ابن سينا الابتدائية في رأس الرمان... كان المنظر اليومي الصباحي الذي لن أنساه صيفا وشتاء هو الضرب المبرح على اليدين بخيزرانة ملفوفة بـ "تيب" كهرباء لونه أزرق... طولها لا يقل عن المتر... تسمع صوت أزيزها وهي نازلة على اليد كالصاعقة بسرعة طائرة "F61" تجعل يد الطالب "الطفل" تحمر وتزرق وتنتفخ كأنها خبز لبناني لتوه خارج من التنور وتجعله يتلوى ويتعوى وكأنه متجرع السم... ولن يحصل على ضربة أو ضربتين... بل أكثر... لحين يعدل ذاك المشرف مزاجه فيك ويرضى للحال التي وصلت إليها... كل هذا لا لأنه ارتد عن الدين لا سمح الله أو هو ضرب والديه أو تلفظ عليهما بخطأ... ولكن لأنه لم يكتب الواجب! وأحيانا لأنه تسبب في مشكلة طلابية "عادية"... هذا ولم أحدثكم عن الحبس الانفرادي في غرفة الناطور عند البوابة إلى العصر... وغيرها الكثير.

لا تلوموني... إنها مجرد لحظة جلست فيها مع نفسي وأنا أكتب هذه الأسطر... وكنت جالسا أصلا لأكتب عن "الصخير وما أدراكم ما يحصل في الصخير"... ولكن أخذتني الذاكرة الدراسية وحلقت بي بعيدا... وكانت هذه نتائجها.

ألقاكم الأربعاء المقبل لأكتب لكم عن الصخير وبلاويها... إلى اللقاء

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً