بلغ السيل الزبى. .. هذا تمام ما ينطبق على حال وضع رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش خلال مراسم تنصيبه وتأديته لليمين الدستورية أمام حشد حضره آلاف من الشخصيات الرسمية.

كان من المنتظر أن يعلن بوش خلال 17 دقيقة مجمل مشوار سياسته لأربع سنوات مقبلة على رغم التعديلات التي طرأت على نص الخطاب وبلغت 21 مرة في سبيل إظهارها في الصورة التي يراد وضعها تماما كما أراد صناع القرار الأميركي والسير على منوال السياسة السابقة لكن من منطلق ومرادفة أخرى هي كبح الطغيان ونشر الحرية والديمقراطية.

البعض توجس من محتوى الخطاب الذي وصف بأنه مؤشر سيء يعطي بوش الحرية الكاملة على الساحة الدولية سواء عبر الطرق الدبلوماسية أو قلب الأنظمة المعادية، وأضاف آخرون بان شعار "محاربة الطغيان" هنا هي بمثابة قشرة رقيقة يغطي بها أهدافه في التوسع العسكري.

وأكد على ذلك أحد مستشاري بوش حين قال "إن خطاب التنصيب لا يمثل تحولا جديدا في اتجاه اليمين بل إنني أتصور انه لا يعدو أن يكون نوعا من التأكيد والرفع بدرجة الأولويات القائمة بالفعل من قبل". وكانت مصادر ألمحت على علاقة خطاب التنصيب بمفاهيم موجودة كما هي تمام في كتاب "الحجة من اجل الديمقراطية" للسياسي الإسرائيلي ناتان شرانسكي المعروف بمواقفه اليمينية الأكثر تشددا من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، إذ اعتبر شرانسكي أن شارون يتبع سياسة متساهلة مع الفلسطينيين، وحظي بلقاء مع بوش والمرشحة لمنصب وزير الخارجية الأميركي كوندوليزا رايس، كما أمضى سنوات في لقاءات مع فريق المحافظين الجدد وركز معهم على أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق قبل نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي والإسلامي.

إذا إلى أين يسير بوش لتحقيق أهدافه المعلنة والمستترة؟ هل إلى السلم المنتظر أم إلى الحرب المغطاة بغلاف الحرية والديمقراطية والملهمة من أفكار شرانسكي خصوصا مع دول مثل إيران وزيمبابوي وكوبا وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء وميانمار التي وصفت بأنها "منابع للطغيان" وفقا لما قالته رايس أمام مجلس الشيوخ